مخاطر التطرف في نيجيريا.. وعودة روسيا إلى أفغانستان إلى أي شيء تسعى جماعة «بوكو حرام» النيجيرية بعد خطف مئات الطالبات؟ وهل تعود روسيا إلى أفغانستان بعد غياب ربع قرن مستغلة انسحاب القوات الأميركية؟ وما هي الأسباب الحقيقية التي دفعت شركة «فايزر» الأميركية للأدوية إلى تكرار عروض استحواذها على نظيرتها البريطانية «أسترا زينيكا»؟ وهل تستسلم الدول الغربية لما يحدث في أوكرانيا مع زيادة وتيرة التصعيد؟ تساؤلات نحاول الإجابة عليها عبر إطلالة سريعة على الصحافة البريطانية خلال الأسبوع الجاري. «بوكو حرام» اعتبرت صحيفة «الديلي تليجراف» في افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي أن اختطاف أكثر من 200 فتاة نيجيرية من قبل جماعة «بوكو حرام» يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية. وأوضحت أن جماعة «بوكو حرام»، التي يعني اسمها «تحريم التعليم الغربي»، قتلت ما يربو على عشرة آلاف شخص في نيجيريا منذ عام 2002، خلال هجمات على مسيحيين وأهداف حكومية. وأضافت: «خلال الشهر الماضي اختطف أعضاؤها نحو 276 طالبة مدرسية تحت جنح الظلام»، لافتة إلى أنه من المعتقد أن الغرض من عملية الخطف هو بيعهن بهدف الاستعباد لرجال في تشاد والكاميرون. وتابعت: «تمكنت بعض تلك الفتيات المختطفات من الفرار، والآن يبدو أن الحكومة النيجيرية تتجه إلى اتخاذ إجراء عسكري لإنقاذ من لا يزلن قابعات في الأسر». وأكدت الصحيفة أن الرعب الناجم عن عملية الخطف والرد الفاتر، يغذيان الشكوك بأنه لا يتم التعامل بجدية مع التهديد الذي تمثله «بوكو حرام»، خصوصاً من قبل الدول الغربية. ونوّهت إلى أن «هناك توقعات بأن الجهاديين في نيجيريا يرغبون في الارتباط بجماعات في دول أفريقية أخرى من أجل تنسيق هجماتهم، وقد تدربت الجماعة بالفعل مع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أثناء احتلال التنظيم لشمال مالي في 2012-2013». وحذرت الصحيفة من أن المشكلة المحلية التي تمثلها «بوكو حرام» يمكن أن تتحول بشكل سريع إلى مشكلة إقليمية ذات تبعات عالمية. وألمحت إلى أن الجماعة ليست قريبة من تمثيل التيار الإسلامي العام في نيجيريا، إذ تعود فلسفتها إلى العصور الوسطى واضطهاد النساء، ومن ثم تمثل خطراً أمنياً على الجميع. وذكرت: «بالطبع هناك اهتمام كبير بإنقاذ الفتيات المختطفات على المستوى الإنساني، لكن علينا أيضاً أن ندرك أنه في عالم متصل، ما يحدث في نيجيريا يمكن أن يؤثر علينا في بريطانيا أيضاً». عودة روسية أكدت صحيفة «فاينانيشال تايمز» في مقال للكاتب ميشيل بيل، أول من أمس، أن روسيا تدعم الاقتصاد الأفغاني في الوقت الراهن، إيذاناً بعودة الروس إلى أفغانستان بعد ربع قرن على إنهاء الاحتلال السوفييتي، بينما يتجه الأفغان إلى التصويت من أجل اختيار رئيسهم القادم. وأوضح بيل أن موسكو تريد أن تجدد الشركات الروسية 150 مشروعاً بارزاً في أفغانستان تعود إلى حقبة الاتحاد السوفييتي، ومن ثم المساعدة على بناء الاقتصاد والأمن في جارتها الإقليمية. وأضاف: «أن من بين الاستثمارات الرائدة مصنع بناء المنازل في كابول، باستثمارات تقدر بـ25 مليون دولار، بينما تعيد موسكو تجديد المركز الثقافي السوفييتي السابق، ولديها خطط لمشاريع أخرى، منها مصنع عملاق لصنع الخبز في كابول». ولفت بيل إلى أن السفير الروسي لدى أفغانستان أندري أفيتيسيان، هو من يشرف على هذه الجهود. وبعد الانسحاب السوفييتي، انهارت أفغانستان من جراء حرب أهلية بغيضة، انتهت بسيطرة «طالبان» على الحكم في عام 1996، وشنق الرئيس الشيوعي السابق محمد نجيب الله الذي أسقط من الحكم عام 1992 وأصبح سجيناً لدى حكومة برهان الدين رباني. وذكر بيل أن الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته، حامد كرزاي، أثنى على إنفاق الاتحاد السوفييتي بأنه «فعّال»، على النقيض ضمنياً من مليارات الدولارات التي تضخها الدول الغربية منذ الغزو الذي أطاح بحركة «طالبان» في عام 2001 بقيادة الولايات المتحدة. وأضاف الكاتب: «أن مبادرات موسكو لا تزال مطروحة حتى الآن، مثل محاولة بناء تحالف شركات دولي لإعادة إنشاء نفق طريق سالانج عبر منطقة كوش الهندية». وتابع: «في هذه الأثناء تتراجع مشاريع المساعدة الغربية بينما تستعد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) لسحب غالبية قواتها، وهو أيضاً تذكير بالوضع الاستراتيجي الأفغاني». واعتبر بيل أن «المشاريع الروسية تذكر أيضاً بموقع أفغانستان الاستراتيجي كجسر بين أوروبا وآسيا سيواصل جذبه للقوى الأجنبية الطموحة». «أسترا زينيكا» وأفادت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي بأن عرض شركة الأدوية الأميركية العملاقة «فايزر»، الذي قدر بقيمة 60 مليار جنيه استرليني (نحو 106 مليارات دولار) لشراء شركة «أسترا زينيكا» البريطانية، إنما يمثل كارثة على سيادة المملكة المتحدة أشد خطراً من تدخلات الاتحاد الأوروبي الهادفة إلى تعميق السوق الأوروبية الموحدة. ورفضت «أسترا زينيكا» عدة عروض من «فايزر» التي تريد أن تكون أكبر شركة أدوية في العالم، وخفض فاتورتها الضريبية عن طريق شراء المجموعة. وأوضحت أن ذلك سيكون له تداعيات ضخمة على الأبحاث والتطوير في بريطانيا وهيكل الصادرات والصحة العامة، ووضع المملكة المتحدة كقائد عالمي في مجال الأدوية، وحتى السيادة الضريبية. وأشارت إلى أن عملية الاستحواذ هذه، المدفوعة باعتبارات ضريبية، تشي بتدمير «أسترا زينيكا»، الشركة التي تسهم بأكثر من اثنين في المئة من الصادرات الصناعية البريطانية، وتوظف أكثر من سبعة آلاف شخص بصورة مباشرة، ونحو 23 ألف شخص بشكل غير مباشر، وتوفر نحو أربعة مليارات جنيه استرليني قيمة مضافة للاقتصاد البريطاني. وأكدت أن «أسترا زينيكا» تمثل أهمية كبيرة في جهود بريطانيا الرامية إلى أن تصبح قوة كبرى في العلوم الحيوية خلال العقد المقبل، وما لذلك من نتائج مفيدة ليس فقط على صعيد التوظيف والعلوم، ولكن أيضاً على صعيد الصحة العامة. وأفادت بأن «فايزر» ترغب في شراء الشركة البريطانية لأسباب ضريبية، بعد أن دشنت سيولة ضخمة خارج الولايات المتحدة ولا ترغب في دفع ضريبة الشركات الأميركية البالغة 35 في المئة، وبدلا من ذلك ترغب في الاستحواذ على «أسترا زينيكا» كي تتمتع بضريبة الشركات البريطانية البالغة 21 في المئة، إلى جانب الإعفاءات الأخرى المخصصة لشركات الأدوية. شرق أوكرانيا حذرت صحيفة «الإندبندنت» في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي من أن العقوبات وبيانات الإدانة شديدة اللهجة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا ينبغي أن تكون بديلا عن سياسات أوروبية وقائية، داعية إلى مقاومة الاستسلام مع تفاقم الأزمة الأوكرانية. وأشارت الصحيفة إلى أنه وسط تردد الجميع، يبدو أن القتال في أوكرانيا قد تجاوز مرحلة اللاعودة، لاسيما بعد حرق أكثر من 30 شخصاً في أدويسا جنوب أوكرانيا، وعدد غير معروف من الوفيات في مناطق مختلفة في الشرق. وأضافت: «لم يعد من المبالغة الحديث عن حرب على الجبهة الشرقية الأوروبية، فهذا هو الواقع، بينما فشلت سياسة الغرب تجاه أوكرانيا التي اعتمدت على سحب الدولة إلى فلك الاتحاد الأوروبي، أملا أن لا تلاحظ موسكو». وتابعت: «انقسمت أوكرانيا الآن إلى شرق وغرب، ومهما تكن نتائج الهجوم الذي ينفذه الجيش الأوكراني حالياً، ففي يوم الأحد المقبل سينعقد استفتاء آخر على غرار القرم في الشرق، يتوقع أن يفوز به الانفصاليون المؤيدون لروسيا». وحتى إذا ما استعاد الجيش الأوكراني مدناً متنازعاً عليها حتى يوم الاستفتاء، فمن المستبعد أن يتمكن من استعادة المنطقة بأسرها، في ضوء عداء السكان له. وفي ضوء تلاشي الخيارات الاستراتيجية وانحسار آمال السلام، توقعت الصحيفة أن يتجه صناع السياسات في أوروبا وأميركا إلى توجيه اللوم للكرملين والاستسلام. وأكدت أنه هذا الوضع سيكون كارثياً، لاسيما أن العقوبات وبيانات الإدانة لبوتين ليست بديلا عن سياسات وقائية. وربما تمنح العقوبات الأميركيين والأوروبيين رفاهية تخيل أنهم يفعلون شيئاً، لكن ذلك لن يحول دون سقوط مزيد من الأرواح في أوكرانيا. إعداد: وائل بدران