قرأت مقال «القرضاوي وتقديس البنا»، لكاتبه خليل علي حيدر، والذي يتحدث فيه عن جماعة «الإخوان المسلمين» أثناء حياة وبعد مقتل حسن البنا الذي أسس الجماعة وصاغها فكراً وتنظيماً بما يجعلها مرتبطة به على الدوام. وكما يثبت الكاتب ذلك، فقد نظر «الإخوان» إلى مرشدهم على الدوام نظرة إجلال وتقديس، ولم يعمدوا يوماً إلى تحليل شخصيته أو نقد أو انتقاد يمسه أو يعارض فكره أو يكشف أخطاءه. فتربيتهم الحزبية لم تكن تسمح بذلك، بل اعتبره الكثير منهم مصلحاً كبيراً ومجدداً للإسلام، واغتبطوا لمجرد السير في ركابه ومؤازرة دعوته. لذلك أعتقد أن عقليات بهذا الدرجة من التحجر والافتقار إلى ثقافة النقد والمساءلة والرفض، يتعذر أن تبني مشروع مجتمع حديث ومتطور. جلال عمر -دبي