الزيارات الخارجية المكثفة، التي قام ويقوم بها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، تعكس حيوية وفاعلية السياسة الخارجية الإماراتية، ووعيها العميق بطبيعة التحولات التي يشهدها العالم، وموقع دولة الإمارات العربية المتحدة فيها. فبعد جولة سموه الناجحة في أميركا اللاتينية، التي شملت عدداً من دولها وجاءت تكملة للجولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى المنطقة وشملت: المكسيك والبرازيل والأرجنتين وتشيلي، جاءت جولة سموه الأوروبية التي زار خلالها اليونان وإيطاليا وفرنسا، حيث أسفرت هذه الزيارات عن نتائج مهمة من جهة تعزيز علاقات الإمارات مع هذه الدول في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها. كما تجيء زيارات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الخارجية المكثفة والناجحة بعد الجولة الآسيوية التاريخية للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في شهر فبراير الماضي وشملت كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية، وكانت علامة مميزة في التوجه الآسيوي لدولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. هذا كله يؤكد أكثر من أمر: الأمر الأول، أن الإمارات لديها رؤية واضحة وشاملة لعلاقاتها مع كل دول العالم في الشرق والغرب والشمال والجنوب، ولديها نهج واضح في تعزيز العلاقات مع جميع الدول، وفقاً لقواعد محددة أهمها المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والعمل من أجل السلام والاستقرار والتعاون والتعاضد على الساحة الدولية. الأمر الثاني، أن الإمارات لديها جهاز دبلوماسي كفء بقيادة وزير متميز، له حضوره الفاعل وعلاقاته القوية على المستوى العالمي، هو سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الذي استطاع أن يجعل من الدبلوماسية الإماراتية رمزاً للفاعلية والحركة والمبادرة، ما عزز من موقع الإمارات وحضورها على الساحتين الإقليمية والدولية. الأمر الثالث، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحظى باحترام كبير في كل دول العالم من دون استثناء، وهذا ما يتضح من الترحيب الكبير الذي تقابل به زيارات مسؤوليها لهذه الدول، واهتمام العالم كله بتعزيز العلاقات معها وتقويتها في المجالات المختلفة، وهذا يعود بشكل أساسي إلى نموذجها التنموي الرائد الذي يكتسب شهرة عالمية كبيرة وسمعة طيبة على الساحة الدولية، ومن ثم تسعى دول كثيرة إلى التعرف إليه والاستفادة منه، وإلى سياستها الخارجية التي تتسم بالاتزان والاعتدال، ومساهماتها الفاعلة في كل ما من شأنه خلق عالم مستقر وآمنٍ وخالٍ من الاضطرابات ونزعات التطرف والعنف والإرهاب.