كابوس «بوكو حرام» في نيجيريا.. وتكثيف الضغط على روسيا مطالبة جماعة «بوكو حرام» بمقايضة الفتيات المخطوفات بمتشددين مسجونين في نيجيريا، وتأثيرات العقوبات الدولية المفروضة على روسيا بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم، ونتائج الانتخابات العامة في جنوب أفريقيا... موضوعات استأثرت باهتمام الصحافة الدولية. كابوس «بوكو حرام» صحيفة «تورونتو ستار» الكندية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على تطورات قضية الفتيات المخطوفات من قبل مجموعة «بوكو حرام» في نيجيريا، حيث قالت إن شريط الفيديو الذي أفرجت عنه المجموعة الإرهابية، ويُظهر التلميذات المخطوفات وهن في حالة جيدة على ما يبدو، طمأن آباءهن وأهاليهن بعض الشيء، إضافة إلى الملايين من الناس عبر العالم القلقين على مصيرهن. غير أن تلك الصور، تقول الصحيفة، يجب أن تمثّل، بالنسبة للحكومة النيجيرية والرئيس جودلاك جوناثان، تذكيراً بالمشكلة الكبيرة جداً التي يواجهانها -والتي يبدو، لكثيرين، أن نيجيريا تتحاشاها. الصحيفة قالت إن «بوكو حرام» لا تمثل تهديداً جديداً لأنها كانت تهدد النيجيريين منذ سنوات، مما حوّل أجزاء من البلاد إلى أماكن يعمها الخوف والفوضى وينعدم فيها النظام والقانون. على أنه لا أحد يسلم من إرهاب تلك المجموعة، حيث لا تقتصر قائمة أهدافها على التلميذات اللاتي تحدين إملاءاتها المتطرفة الزاعمة بأن التعليم حرام وإنما تشمل أيضاً قوات الأمن والشرطة والصحفيين والزعماء السياسيين وعمال الأمم المتحدة. وهنا تذكّر الصحيفة بأن مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية كان أعلن، قبل أشهر من عملية الاختطاف الجماعية لنحو 300 تلميذة، أنه من المرجح أن مجموعة «بوكو حرام» ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، مشيرة إلى أن أكثر من ألف شخص قُتلوا في هجمات شنتها المجموعة هذا العام لوحده. غير أن الحكومة النيجيرية كانت غير فعالة في حماية مواطنيها، تقول الصحيفة، حيث ربما كانت تأمل في أن تبقى «بوكو حرام» في المناطق النائية في شمال شرق البلاد، بعيداً عن الاهتمام الدولي. الصحيفة قالت إن زعيم المجموعة أبوبكر شيكو هدد في البداية ببيع الفتيات باعتبارهن سبايا. أما اليوم، فقد تحولن إلى ورقة للمقايضة، حيث يطالب شيكو بالإفراج عن أفراد جماعته المسجونين مقابل الإفراج عن الفتيات. وهو ما يعكس -حسب الصحيفة- حقيقة أعضاء «بوكو حرام»: فهم ليسوا متشبعين بأيديولوجيا معينة، وإنما هم مجرد إرهابيين. وأي مبرر ديني كانوا يسوقونه لتبرير خطفهم الفتيات، مهما كان ضعيفاً ومشكوكاً فيه، نحي جانباً بشكل مباغت. وتقول الصحيفة إن الحكومة النيجيرية، وبعد أن كانت ترفض ذلك في البداية، يبدو أنها باتت الآن منفتحة على التفاوض مع المجموعة. على أن تنفيذ عملية عسكرية، بمساعدة المجتمع الدولي، مازال وارداً أيضاً. ثم ختمت افتتاحيتها بالقول إن محنة التلميذات مؤلمة، والعالم كله ما زال ينتظر عودتهن سالمات. ولكن على الجميع ألا ينسى أيضاً التهديد الذي يعيش معه الكثير من النيجيريين كل يوم. الضغط على روسيا صحيفة «جابانا تايمز» اليابانية سلطت الضوء على العقوبات الاقتصادية التي اختارت الدول الغربية الرد بها على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وهو عقاب غير مرئي، ولكنه يمكن أن يفرز نتائج ملموسة إن هو طبق على النحو الصحيح، كما تقول. وهذه العقوبات أخذت تؤتي أكلها، حيث تقول الصحيفة إن مجرد احتمال توسيع العقوبات وتشديدها أدخل حالة من عدم اليقين إلى الاقتصاد الروسي. فكانت النتيجة هروباً غير مسبوق لرؤوس الأموال -63 مليار دولار خلال الربع الأول من 2014، أي أكثر من كل رؤوس الأموال التي هربت في عام 2013- وهو ما سحب البساط من تحت أقدام الروبل. ذلك أن العملة الروسية خسرت 9 في المئة من قيمتها تقريباً هذا العام، وانخفضت سوق الأسهم بـ13 في المئة. كما اضطر البنك المركزي لرفع معدلات الفائدة مرتين. وعلاوة على ذلك، قلص صندوق النقد الدولي توقعاته الاقتصادية لروسيا في 2014 من 1,3 في المئة كمعدل نمو إلى 0,2 في المئة فقط، ويتوقع 1 في المئة لا غير كمعدل نمو في 2015. وقد خلصت هذه المؤسسة المالية العالمية إلى أن البلاد سقطت في هوة الركود بالفعل. وأمام هذا الوضع، تقول الصحيفة، من السهل نسبياً على بوتين أن يقلل من شأن العقوبات ويلجأ إلى تهييج المشاعر الوطنية، خاصة أن الشعب الروسي متعود على الحياة القاسية. وضم شبه جزيرة القرم، إلى جانب احتمال الظفر بشرق أوكرانيا أيضاً، يهيّج المشاعر الوطنية. ذلك أن أوكرانيا تُعتبر في روسيا جزءاً لا يتجزأ من البلاد وتمثل جائزة تستحق التضحية. غير أن سقوطاً اقتصادياً طويلاً يمكن أن يقوّض العقد الاجتماعي الضمني الذي أبرمه بوتين مع الروس، والذي يحدّون بموجبه من مشاركتهم السياسية ويدعمونه مقابل تحسن مضطرد في مستوى معيشتهم ومكانة بلادهم الدولية. وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن على الحكومات الغربية أن تحافظ على التزامها وتواصل إظهار تصميمها لأن «الاعتداء الروسي يجب ألا يكافأ أو يمر دون عقاب». انتخابات جنوب أفريقيا صحيفة «ذي أستراليان» الأسترالية أفردت افتتاحية عددها ليوم الاثنين للتعليق على نتائج الانتخابات الجنوب أفريقية معتبرةً أن الولاء المترسخ للمؤتمر الوطني الأفريقي، وهو حركة التحرير التي قادها نيلسون مانديلا ضد نظام التمييز العنصري، ضمن للحزب نصراً آخر في خامس انتخابات عامة في جنوب أفريقيا منذ نهاية حكم البيض. غير أن التراجع المحدود في دعم المؤتمر الوطني الأفريقي يشير إلى أن بريقه أخذ يخبو، حسب الصحيفة، التي ترى أنه إذا لم يغيّر الحزب مساره للتعاطي مع معضلة الفساد وسوء الحكامة بشكل فعال، فإنه سيواجه صعوبة كبيرة في وقف تآكل قاعدة ناخبيه. وقد حصل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على 62,1 في المئة من الأصوات، مقارنة مع 65,9 في المئة قبل خمس سنوات. وبذلك، سيحصل الحزب على 249 مقعداً من مقاعد البرلمان الـ400، وقد بات من شبه المؤكد أن الرئيس جاكوب زوما، الذي يواجه ادعاءات تتعلق بالفساد واستُقبل بهتافات الاستهجان خلال جنازة مانديلا في ديسمبر الماضي، سيعاد انتخابه. ولكن النتيجة ليست بأغلبية الثلثين التي كان الحزب يطمح للحصول عليها من أجل تعديل الدستور حيث نجح حزب المعارضة الرئيسي، التحالف الديمقراطي الليبرالي، في زيادة أصواته من 16 إلى 22 في المئة وعدد مقاعده في البرلمان إلى 89 مقعداً. كما أبقى على سيطرته على برلمان إقليم «ويسترن كيب» وتحدى سيطرة المؤتمر الوطني الأفريقي على إقليم «جوتنج». وأشارت الصحيفة إلى أن مصداقية زوما باتت في خطر بسبب الـ23 مليون دولار من الأموال الحكومية التي أنفقها على منزله الخاص، حيث يرفض إعادة المال في وقت تسعى فيه زعيمة التحالف الديمقراطي هيلين زيل إلى رفع دعوى لعزله. وعلى الصعيد الاقتصادي، تقول الصحيفة إن نجاحات الطبقة الوسطى السوداء المزدهرة تقابلها مستويات البطالة المرتفعة التي تعد أسوأ من تلك المسجلة تحت حكم البيض: ذلك أن 50 في المئة ممن يتركون المدرسة عاطلون عن العمل، كما أن جنوب أفريقيا باتت تحتل المرتبة 146 من أصل 148 على ترتيب المنتدى الاقتصادي العالمي للمعايير المدرسية، لتخلص إلى أنه سيكون من الخطر أن يتجاهل المؤتمر الوطني الأفريقي مؤشرات الاستياء الشعبي. إعداد: محمد وقيف