أشعر وكأن العرب والمسلمين قلقون على هوية العراق الجديد، ربما بسبب التفسير الخاطئ لبعض تصريحات العراقيين وكتاباتهم، أو لعدم استيعابهم حقيقة ما يشهده العراق من متغيرات وتطورات ومواقف·
وأحب أن أطمئن العرب والمسلمين إلى مشاعر العراقيين وتوجهاتهم، فهم على دين محمد (صلى الله عليه وسلم) يوحدون الله ويتجهون في صلاتهم شطر الكعبة المشرفة، ويصومون شهر رمضان الكريم، ويحجون بيت الله الحرام· أبشركم، فلا زال العراق هو مصدر الوعي الإسلامي الأول والحقيقي لكل المسلمين، لما فيه خير العلماء والفقهاء والمراجع والمفكرين والاستراتيجيين الإسلاميين المتنورين، وبما يزخربه من مؤسسات دينية علمية عريقة· هذا رغم سياسة القتل والبطش التي مارسها النظام البائد طوال عقود من الزمن بهدف تدمير الإسلام وقتل تعاليمه في نفوس العراقيين ووعيهم، إلا أن الإسلام ظل هو الدين بالنسبة للعراقيين وهو القيم وهو الثقافة وهو التاريخ وهو كل شيء بالنسبة لهم· ثم، لا أعتقد أن منصفاً لم يسمع أو يقرأ عن السجال المحتدم هذه الأيام في العراق بشأن موقع الدين ومؤسساته في الدستور العراقي الجديد·
من أجل ذلك كله أقول بالفم المليان وبضرس قاطع: اطمئنوا، فستبقى هوية العراق عربية إسلامية لا تغيرها التحديات أبداً أبداً أبداً·
نزار حيدر - كندا