تضع دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن أولوياتها الأساسية توفير الحياة الكريمة لمواطنيها وتحقيق الاستقرار الأسري، وكان من أول مظاهر هذا الاهتمام توفير الوظائف عبر برامج ومبادرات عدة للتوطين، كما أنها أولت اهتماماً كبيراً بتوفير السكن الملائم للمواطنين، باعتباره من أهم متطلبات الحياة المعيشية الكريمة، ولينسجم هذا التوجه أيضاً مع استراتيجياتها التنموية الشاملة وعلى رأسها «رؤية الإمارات 2021» التي تهدف إلى جعل الإمارات من أفضل الدول في العالم في الذكرى الخمسين لإنشائها. تم ذلك، ويتم، من خلال سياسات ناجحة، كإطلاق البرامج الإسكانية، وجاء في مقدمتها «برنامج الشيخ زايد للإسكان» القائم على توفير المسكن للمواطنين من خلال مجموعة من المساعدات الإسكانية عن طريق المنح أو القروض الإسكانية، والمساعدة في صيانة أو توسعة المساكن بما يتناسب مع احتياجات الأسر المواطنة، ولاسيما بعض الفئات الخاصة كذوي الاحتياجات الخاصة، والمطلقات والأرامل، وغيرهم، مع مراعاة توافق هذه المساكن مع متطلبات البيئة «المباني الخضراء». ضمن هذا السياق العام، شهد «برنامج الشيخ زايد للإسكان» مؤخراً مبادرات عدة سعى من خلالها القائمون عليه إلى تسهيل عملية حصول المواطن على السكن الملائم، وتذليل العوائق والصعوبات أمام المواطنين في سبيل الحصول على المسكن، وتطبيقاً لمساعي البرنامج في زيادة قدرته على تلبية طلبات الإسكان لأكبر نسبة من المواطنين، وتطوير آليات العمل في البرنامج والارتقاء بمستوى الخدمات التي يقدمها، حيث وضع البرنامج مجموعة من المعايير الجديدة التي تستهدف تسهيل حصول المواطنين على المسكن، وفي هذا الإطار قال الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، وزير الأشغال العامة، رئيس مجلس إدارة «برنامج الشيخ زايد للإسكان»: إن مجموعة من المبادرات يعمل البرنامج على تنفيذها ستسهم في إسعاد المواطنين وتسهيل عملية إنجاز معاملاتهم، وذلك عبر ابتكار مجموعة من الحلول والاستراتيجيات التي تضمن توفير المسكن للمواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم مع توفير الوقت والجهد، وكشف عن رفع سقف المنحة السكنية للمتقاعدين من 10 إلى 11 ألف درهم، وذلك بهدف مساعدة من تتجاوز رواتبهم الـ10 آلاف درهم بمبالغ بسيطة في الحصول على المنحة السكنية عوضاً عن القرض السكني، كما وضع البرنامج آلية جديدة للتقدم بطلب للحصول على المساعدة السكنية، تطبق حالياً في إمارتَي الشارقة والفجيرة، إضافة إلى مبادرة تسهم في اختصار سنوات انتظار مقدِّمي الطلبات للحصول على المساعدة السكنية إلى سنتين فقط من تاريخ تقديم الطلب. واستكمالاً لهذه المبادرات، أطلق وزير الأشغال خدمة «اختر مسكنك» التي تسمح للمواطنين باختيار موقع مساكنهم ضمن مشروعات المجمعات السكنية التي ينفذها البرنامج، وكان «برنامج الشيخ زايد للإسكان» قد أطلق في إطار خططه لتوفير أفضل الخدمات للمستفيدين من المشاريع الإسكانية، خدمة «إدارة مشروع» للإشراف على بناء مساكن الفئات غير القادرة على البناء، والتي شملت المعاقين، ومن تجاوز الـ65 عاماً من المسنين، والأرامل والمطلقات ممن ليس لديهن أبناء، أو لديهن أبناء تحت سن الـ21 عاماً، والأيتام دون سن الـ21 عاماً وغيرهم. مبادرات «برنامج الشيخ زايد للإسكان» تمثل تعبيراً عن رؤية الإمارات نحو تحسين مستوى معيشة المواطن الإماراتي وتحقيق مزيد من الرفاهية والرخاء للمواطنين، كما أنها تجسد اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطن، لتتوافق مع توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأوامر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتوزيع 412 مسكناً و622 قطعة أرض على المواطنين في كل من مدينة أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، والذين اعتمدت أسماؤهم مؤخراً، كما أنها تعدّ استمراراً للنهج الذي رسخه المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في رعاية المواطن ووضع تلبية احتياجاته على قمة الأولويات. --- عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.