في مشهدٍ دولي وإقليمي وعربي مهيب، تم تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيساً لجمهورية مصر العربية. فضاء ممتد من التفاهم والتعاضد والوعود بالقيام بمصر من كبوتها التي تسببت بها جماعة «الإخوان المسلمين». حضور استثنائي لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وعاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. من هنا أقول إن هاتين الدولتين لهما مستقبل كبير مع مصر العظيمة، ذلك أن الشيخ زايد رحمه الله وملوك السعودية كانوا يعتبرون مصر هي مصير العرب ومؤازرهم في النكبات والمدلهمات. وهذا الذي حدث أيام حرب الخليج حين هبّت مصر للوقوف معنا، بينما كانت بعض الدول الأخرى تشمت أو تؤيد صدام حسين، لنترك الماضي قليلا ولنتحدث عن مصر الحاضر. فور إعلان السيسي رئيساً لجمهورية مصر العربية احتفل الملايين من المصريين في الشوارع والميادين، رافعين أعلام مصر والسعودية والإمارات. ذلك أن الوقفة التي قام بها الحلف الإماراتي السعودي تجاه مصر ليست سهلة، البلد يعاني من انهيار اقتصادي وسياحي غير مسبوق منذ عقود، والآن يعاني المجتمع المصري من البطالة وآلام الاقتصاد وأوجاع السياحة، لكنها الوقفة الذكية من زعماء البلدين. وأطلق الفنان الإماراتي حسين الجسمي بادرة مميزة من خلال أغنية «بشرة خير» والتي شدا بها المجتمع المصري بكل فئاته، وأطلق الشباب الإماراتي والسعودي وسماً على تويتر يدعون فيه إلى قضاء الإجازة الصيفية بمصر. لقد تعافت مصر وقامت من رقادها وخرجت من قبضة سجّانيها إلى مصر ذات العمق العربي والإسلامي، لا الفئوي الحزبي العشائري الذي كان على عهد الرئيس المعزول محمد مرسي. لنقرأ هذه الكلمات لتبيان عمق العلاقة المصرية الخليجية، يتحدث الشيخ زايد: «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر». الملك عبدالله ببرقيته إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال: «إننا من مكاننا هذا، نقول لكل الأشقاء والأصدقاء في هذا العالم إن مصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا في يومها هذا من أمسها، لتتمكن من الخروج من نفق المجهول إلى واقع يشد من أزرها، وقوتها، وصلابتها في كل المجالات. ولذلك فإني أدعوكم جميعاً إلى مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين، لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية، وليعلم كل منا أن من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر - بفضل من الله- فإنه لا مكان له غداً بيننا إذا ما ألمّت به المحن وأحاطت به الأزمات». هذه هي مصر القريبة من أهلها بالخليج. وفي ظل التحالف والتعاضد الإماراتي السعودي نأمل أن تنضم مصر إليه لتكون محوراً مهماً فاعلا في هذه المنظومة، من أجل تأسيس استراتيجية موحدة في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية. لدى هذه الدول الثلاث تحدي الإرهاب وفي حال التعاون والتشارك الاستراتيجي يمكننا القضاء على الإرهاب ودحره ودحضه. إنها بشرى خير أن عادت مصر إلى أهلها أحبابها، نأمل لها المزيد من العافية، فهي ست الدنيا، وأثق أن صيفها السياحي سيكون مثمراً على كل المستويات.