أتفق مع ما ورد في مقال الدكتور أحمد يوسف أحمد الذي نشر هنا تحت عنوان: «التطورات العراقية: خطر داهم وفرصة سانحة»، وذلك لأن أفضل الخيارات الآن في العراق للتخلص من المشكلات المتفاقمة بكافة أشكالها، وتجاوز المأزق الذي أوقعت الممارسات الطائفية بلاد الرافدين فيه، هو أن يعيد العراقيون بناء النظام السياسي من جديد على أساس المواطَنة وحدها بعيداً عن أية محاصصة أو استقطاب مذهبي أو عرقي. والعراق يعتبر واحدة من أقدم دول العالم، وهو معروف طيلة تاريخه المديد بتعايش جميع مكونات شعبه، وتعدديته الدينية والعرقية والمذهبية، دون أية مشكلات. وهذا التطرف والفرز الطائفي جديد على الثقافة العراقية، بسبب التدخلات الخارجية الدولية والإقليمية، وخاصة غير العربية. ولابد لإعادة بناء الوحدة الوطنية في العراق من إلغاء النظام السياسي الذي أقامه الاحتلال على أساس تقسيم المناصب في شكل محاصصة مذهبية بين السنة والشيعة من جهة، وعرقية بين العرب والأكراد من جهة أخرى. ولابد أيضاً أن يعرف البعض في شمال العراق خاصة أن وحدة البلاد كانت وستبقى خطاً أحمر، وأن نفط العراق لكل العراقيين، ولن يسمحوا لأي فئة أو شريحة بالاستحواذ عليه أو الانفراد به تحت دعاوى حقوق عرقية أو قومية، لا تعارض بينها أصلاً وبين حقوق الجميع في الدولة الوطنية العراقية الواحدة الجامعة لكافة مكونات الطيف العراقي. عادل جواد - عمان