يبدو لي أن الدكتور خالص جلبي كان مصيباً في مقاله حين تحدّث عن «إنقاذ ما تبقى من سوريا»، ذلك أن الطريق الذي يسير فيه السوريون حالياً لن يؤدي بهم وبسوريا إلا إلى مزيد من الدمار والموت والخراب. ذلك أنه بعد أزيد من ثلاث سنوات، عانت خلالها سوريا ما عانته من ويلات وعذابات، واتضح في نهايتها أنه لا النظام ولا المعارضة قادر على حسم الصراع والوصول به إلى نهايته عبر القوة المسلحة.. آن الأوان لعقلاء السوريين كي يطرحوا السؤال الجوهري: كيف يمكن إنقاذ سوريا من نفسها ومن أهلها؟ لذلك أتساءل مع الكاتب: بعد كل الدمار الذي حدث وبحور الدماء التي سالت؛ هل ثمة طريقة للغفران؟ وهل يمكن الوصول إلى صيغة سلام أهلي على غرار ما حصل في جنوب أفريقيا من خلال «المصالحة والتأهيل»؟ ألا يمكن أن يحصل مثل هذا في سوريا، أم أنها باتت في طريق اللاعودة؟ وكم من شخص ينبغي أن يموت حتى يتوقف السوريون عن القتل؟ محمد عبدالكريم -عمّان