أعتقد أن رشيد الخيون كان صادقاً في مقاله الأخير، «الطائفية.. والبحث عن منطقة حياد»، حين اشتكى من انحطاط الحياة الثقافية العراقية وانخراط كثير من المثقفين في «الحرب الطائفية» التي أصبحت العنوان الأبرز لما بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وقد أعجبتني تلك النماذج التي ساقها الكاتب لمثقفين وأعمال ثقافية عراقية اجتازت الحدود الطائفية في الماضي ولم تعبأ بها، وقوله إنها لو وجدت اليوم لكانت موضع إدانة من قبل إطارها الاجتماعي الطائفي؛ كونها تمثل تنازلا غير مقبول في ظل حالة الاحتراب المجتمعي القائمة حالياً! كما لفت انتباهي قول الكاتب إن الثقافة ينبغي أن تكون على الدوام حصناً للوحدة الوطنية ورافعة لرقي الوعي وتطوره، لا أداة للتقسيم وفتح الشروخ واستثمار المشاعر والمواقف السلبية، كما يحدث من خلال السياسة على أيدي نخبها الانتهازية وذات الميول الوصولية والأصولية. إبراهيم حسين- أبوظبي