عِقد مضى على عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بعينه التي لا تنام وبركنه الذي لا يرام، والدولة في عهده في تقدم من مرتبة إلى أعلى، من قفزة إلى رأس الذرى. فقد حوانا عهده الميمون بسعادة وارفة الظلال، تحفُ المواطنين، يقر بها العالمون في تقاريرهم ودراساتهم المثلى، وقد قبل راضياً أن يحمل الأمانة التامة من والده الرائد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لإيصالها إلى حيث الواجب الأسمى. لقد غدى هذا العقد من العمل الدؤوب عِقداً فريداً يلف أعناقنا بفروض الولاء والوفاء والإخلاص لهذا العهد منا، ومن كل من ذاق حلاوة خير الوطن منذ النشأة الأولى. خليفة العين الراعية لدار زايد وسكناها من المواطنين والمقيمين، وحارسها الأمين في كل أرجائها، فهو الذي مكّن المواطن في عهده من مقدرات الدولة ومكتسباتها في جميع المحافل الدولية، وأمّن المقيمين تحت ظل التمكين ذاته دون تفرقة بين جنس وآخر أو دين ومذهب. يسود في عهده فكر التسامح والاعتدال في شتى مناحي الحياة، حيث الجميع فيه بالتساوي، والكل في ميزان العدالة سيان بحكم القانون وروحه. فخليفة التمكين أرسى دعائم صلبة لاستمرار بنيان الاتحاد في جميع عروق أرض الدولة من السلع إلى الفجيرة، حيث تَلُف حولها مشاريع خليفة في الإسكان والصحة والمواصلات والتعليم.. إلخ. فقطار الاتحاد على وشك الإقلاع من المنطقة الغربية حتى يؤدي رسالته في الوحدة والانسجام التام والربط المحكم بين جميع إمارات الدولة، خليفة خير خلف لخير سلف، وضع الإمارات في فترة وجيزة في قلب العالم النووي السلمي بإنشاء محطات الطاقة النووية السلمية أسوة بكل الدول المتقدمة التي تفكر في بدائل آمنة لأجيالها في المستقبل الذي يرعاه لهم خليفة على عينه. وقد جعل هذا المشروع الرائد وغيره أدوات فاعلة لزرع قيم التنمية المستدامة في كل أرجاء الدولة في أبهى صورة، ومن نتاج ذلك صناعة مدينة «مصدر» التي يفتخر العالم بها كونها بيضاء من غير دخان، يلوث الأجواء من حولها. وقد حرص صاحب السمو رئيس الدولة في هذا الإطار على جذب الثقافة في ثوب تقدمها من «اللوفر» في فرنسا للاستقرار في أرض الإمارات، في أول محاولة عالمية لجعل القوة الناعمة وسيلة لتلاقي الشعوب عبر ثقافتها العابرة للقارات. لقد أدرك صاحب السمو رئيس الدولة منذ توليه مقاليد الأمور في الإمارات قبل عشر سنوات، بأن الدولة قادرة على أن تلعب أدواراً عالمية في شتى المجالات، فإنسانياً أوصل الدولة إلى المرتبة الأولى في حجم المساعدات الإنسانية مقارنة بكل دول العالم قاطبة، وفق آخر التقارير الدولية المعتبرة. وعلمياً، فإن أرض الإمارات أصبحت منارة علمية لاستقطاب أرقى وأفضل الجامعات العالمية، حيث سوربون أبوظبي تشع نورها الوضاء على منتسبيها، وجامعة «نيويورك» أميركا تضاعف فرص الترقي العلمي لطلابها دون السفر إليها لتحقيق الطموحات والرؤى المستقبلية. وفي الصحة وعافية الأبدان، فإن «مايوكلينك» لا يعد صعب المنال لمن عجزت به السبل في الوصول إليها في عقر دارها، فها هي تنادي مرتاديها بين ناظريها. فحصر الإنجازات هنا تعجيز وعجز عن إيفاء قائد مسيرتنا حقه، لأن العطاء منه يناديه دائماً بالمزيد والتدفق بسلالة من ينبوع خيره العميم، فهو ليس خليفة فقط، بل جعل كل مواطن من خلفه خليفة، فهل هناك تمكين للمواطن في وطنه أكبر من ذلك في كل حين. د. عبدالله العوضي