تقليص الميزانية يُكبل "البنتاجون".. وبوادر أمل في المشهد الأفغاني الحرب على "داعش" تثبت خطأ سياسة تقليص الميزانية العسكرية الأميركية، وانخراط ملحوظ للمراهقين في حركات التغيير، وبوادر أمل في المشهد الأفغاني، وسجال حول الطريقة المثلى لمحاربة إيبولا .. موضوعات طفت على السطح في الصحافة الأميركية هذا الأسبوع. تكلفة الحرب تحت عنوان "الإنفاق على حروب ضد «داعش» وإيبولا وغيرهما" نشرت "واشنطن بوست يوم الأحد الماضي، افتتاحية، استهلتها بالقول إن تكلفة شن عملية عسكرية أميركية جديدة في العراق وسوريا تقترب- حسب دراسة نشرت الأسبوع الماضي- من مليار دولار، وفي غضون ذلك دشنت وزارة الدفاع الأميركية حملة لمواجهة فيروس "إيبولا" في أفريقيا، وتعهدت باستبدال القوات الأميركية الموجودة في المناطق المجاورة لروسيا بقوات أخرى تابعة للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. هذه مبادرات تحظى بدعم من الكونجرس وعامة الأميركيين، لكن المأزق يكمن في الاعتمادات المالية المترتبة على تنفيذها. وترى الصحيفة أن سياسة أوباما القائمة على تقليص الانخراط العسكري الأميركي، أدت إلى تقليص ميزانية الدفاع طوال السنوات الماضية، لدرجة أن مركز التقييمات الاستراتيجية للميزانية أشار إلى تخفيض في الميزانية الدفاعية منذ عام 2010 وصلت نسبته إلى 20 في المئة. هذه السياسة شهدت الآن انعطافاً مفاجئاً. الجيش الأميركي أعلن خططاً لتقليص حجمه إلى أدنى مستوى له مقارنة بما كان عليه قبل الحرب العالمية الثانية. وتسير البحرية الأميركية في طريقها إلى تخفيض أعداد سفنها بدرجة غير مسبوقة طوال القرن الماضي. ناهيك عن تخفيضات ضخمة تم إقرارها عام 2011 من خلال الكونجرس، وتقضي بتقليص ميزانية البنتاجون بمقدار تريليون دولار خلال عشر سنوات، وهذا ما اقترحه روبرت جيتس عندما كان وزيراً للدفاع. وحسب الصحيفة، فإنه على المدى القصير، ستتم تغطية نفقات الحرب ضد "داعش" وتمويل الحملة ضد "إيبولا" في غرب أفريقيا من خلال ميزانية العمليات الخارجية التي يقرها الكونجرس كل عام. غير أن هذه الميزانية تتعرض لضغوط، خاصة أن وزارة الدفاع طلبت 58.6 كمخصصات للعام المالي الذي بدأ في أكتوبر الجاري، وهذا المبلغ أقل بمقدار الربع عن ميزانية الدفاع التي تم اعتمادها في العام المالي المنصرم. الصحيفة تقول إن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، والتي خلصت إليها لجنة من الحزبين داخل الكونجرس، هي أن ميزانية عام 2011 كانت خطأ استراتيجياً، عرقل البنتاجون ومنعها من الاستجابة للأزمات الدولية المتعددة التي ظهرت قبل 3 سنوات. المشكلة الآن تزداد سوءاً ، في ظل الحرب على "داعش" التي قال عنها القادة العسكريون إنها ستستمر لسنوات.وثمة دراسة صدرت عن مركز التقييمات الاستراتيجية للميزانية مفادها أن العمليات الجوية في العراق وسوريا ونشر 2000 جندي على الأرض ستكلف الولايات المتحدة ما بين 2.4 و3.8 مليار دولار سنوياً، وقد ترتفع التكلف إلى 20 مليار دولار إذا استعر القتال واستدعى الأمر مزيداً من القوات البرية. وحسب الصحيفة، يمكن تغطية جانب من تكلفة الحرب، إذا كان الكونجرس قد قبل تعديلات منطقية في مخصصات الإنفاق على الرعاية الصحية للعسكريين ومعاشات تقاعدهم وتقليص عدد العاملين المدنيين في الجيش الأميركي، لكن الانتهازية السياسية الحزبية التي يبدو أنها لن تنتهي حالت دون حدوث تغيرات أو إصلاحات في الميزانية، ما سيجعل "البنتاجون" يعاني، خلال السنوات المقبلة، عجزاً في الميزانية بمليارات الدولارات. مراهقون نشطاء وعن احتجاجات هونج كونج، نشرت "كريستيان ساينس مونيتور" يوم الخميس الماضي، افتتاحية، تحت عنوان "لماذا يقود المراهقون التظاهرات؟"، رأت خلالها أن الاحتجاجات التي شهدتها الجزيرة خلال الآونة الأخيرة قادها شاب في السابعة عشرة من عمره، يدعى "جوشوا وونج"، الذي يطالب بتحرير خيارات سكان الجزيرة عند انتخاب مرشحين لشغل منصب الرئيس التنفيذي. وحسب الصحيفة منذ أن كان "وونج" في سن الرابعة عشرة، شارك في تظاهرة جمعت 100 ألف من سكان هونج كونج للاحتجاج على مقرر دراسي يحمل في طياته تأييداً للصين. الصحيفة أشارت إلى ناشطة أخرى مراهقة، وهي "مالالا يوسفزاي" المدونة الباكستانية التي نجت من محاولة غادرة لقتلها نفذها أحد أعضاء حركة "طالبان"، فقط لأنها تطالب بحق الفتيات في التعليم، وتم ترشيحها لنيل جائزة نوبل للسلام وهي في سن السادسة عشرة، وسُمح لها بإلقاء كلمة في الأمم المتحدة. وهناك أيضاً الهندية "رخا قلندي" التي رفضت أن تتزوج وهي في سن الثالثة عشرة ، وفضلت عام 2007 الالتحاق بالتعليم، وباتت أيقونة ضد الممارسات التي تجبر المرأة على الزواج وانجاب الأطفال. الصحيفة ترى أن هؤلاء المراهقين جزء من تاريخ النشطاء الشجعان، وغالباً ما يتصدر الطلاب الصفوف الأولى في التظاهرات، وضمن هذا الإطار نظم أحد الطلاب التايوانيين في مارس الماضي اعتصاماً ضد اتفاق تجاري بين تايوان والصين، ما اضطر الحكومة في "تايبيه" إلى التحلي بالشفافية عند إبرامها الاتفاق. منذ عام 2009 وفي التظاهرات التي انتشرت في دول كإيران وأوكرانيا، يتجمع الشباب القادر على استخدام شبكة الإنترنت ويطالب بالديمقراطية، وهو ما وصفته الصحيفة بصدى تظاهرات الغرب في ستينيات القرن الماضي، وأحداث ميدان تياننمن عام 1989. وتتساءل الصحيفة، هل لدى شبان أميركا شغف بأن يصبحوا مثل "ملالا" و"جوشوا"، أم أن طلاباً كثيرين يهتمون أكثر بالحصول على وظائف برواتب ضخمة؟ الصحيفة تقول إن طلاباً كُثراً شاركوا في حركة "احتلوا" وفي تظاهرات ضد الاحتباس الحراري وللتنديد بأمور أخرى، لكن علينا أن نضع في اعتبارنا أن ثلث الطلاب الخريجين في الولايات المتحدة، وبعد مرور عامين على تخرجهم، لا يقرؤون الأخبار أبداً، وإن فعلوا فمرة واحدة في الشهر، ونصفهم يرون أن حياتهم بلا بوصلة، وذلك حسب استطلاع للرأي ورد في كتاب بعنوان "ثرثرة المراهقين الطموحة". أمل في أفغانستان في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان "أمل في مرحلة جديدة بأفغانستان"، نشرت "مينابوليس ستار تريبيون" افتتاحية ، استنتجت خلالها أن انتقال السلطة في أفغانستان إلى رئيس جديد هو أشرف غاني جاء نتيجة الانتخابات، ومع ذلك تظل البلاد بعيدة عن الديمقراطية "الجيفريسونية"، صحيح أن ادعاءات كثيرة شابت العملية الانتخابية إلى أن توصلت أميركا إلى اتفاق لتقاسم السلطة بين أشرف غاني وعبدالله عبدالله. وعلى الرغم من حالة عدم الثقة سواء بين الرجلين أو بين مؤيديهما، فكلاهما اعترف بأن العدو الحقيقي هو "طالبان". إن تشكيل حكومة وحدة وطنية وإبرام اتفاق أمني بين كابول و"الناتو" والولايات المتحدة يؤشران لقوة ستساعد على وضع حد لسفك الدماء في أفغانستان. خطر "إيبولا" تحت عنوان "اوقفوا إيبولا في أميركا"، نشرت "نيويورك تايمز" أول أمس افتتاحية ، رأت في مستهلها أنه بعد اتساع نطاق وباء إيبولا في غرب أفريقيا وما صاحبه من مخاوف تأججت جراء انتقال عدوى هذا الوباء الفتاك إلى دالاس عبر أحد المصابين بالمرض، تعالت الأصوات المطالبة بفحص المسافرين القادمين إلى الولايات المتحدة عندما يصلون مطاراتها، وهو ما تراه الصحيفة تكتيكاً دفاعياً جيداً إذا تم تطبيقه بذكاء، علما بأنه كان يفترض كشف حامل المرض الذي تم اكتشافه في دالاس قبل أن تظهر عليه الأعراض. نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة يحتاج إلى مزيد من الحيطة والحذر خاصة بعدما وصل المرض إلى الأراضي الأميركية. وتشير الصحيفة إلى أن مسؤولين أميركيين كبار في قطاع الصحة يرفضون اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه رحلات الطيران القادمة من غينيا وليبيريا وسيراليون، أو الدول التي يتركز فيها الوباء، وهذه الإجراءات طالبت قيادات "جمهوري" بتطبيقها كـ"روبي جيندال" حاكم ولاية لويزيانا . لكن ذلك سيعرقل الجهود الرامية لمكافحة الوباء في الخارج الذي يعد خط الدفاع الأول ضد المرض، فمن غير المنطقي ترك الأميركيين الذين يغامرون بحياتهم وربما يحملون المرض وتقطعت بهم السبل في أفريقيا دون أن تكون لديهم فرصة العودة إلى الولايات المتحدة. وتقول الصحيفة: في الوقت الراهن يتم فحص المسافرين عبر الطائرات القادمين من غرب أفريقيا قبل أن يغادروا بلدانهم، حيث تُقاس درجة حرارتهم ويتم سؤالهم عن الأعراض الشائعة المحتملة للمرض كالصداع والقيء والحمى. لكن "توماس إيريك دونكان"، الذي نقل الفيروس إلى مدينة دالاس الأميركية، فلم يُجب بأمانة على الأسئلة الخاصة بالأعراض، ورفض الاعتراف بأنه احتك بأحد المصابين بالمرض في ليبريا ، فهو حمل إحدى المصابات بإيبولا قبل وفاتها بفترة قصيرة، والآن هو محتجز في مستشفى دالاس. إعداد: طه حسيب