أعجبني مقال «صرخة امرأة في وجه الإرهاب»، لكاتبه محمد خلفان الصوافي، الذي يحلل فيه دلالات قيام دولة الإمارات بإشراك امرأة في الضربات الجوية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، هي مريم المنصوري قائدة طائرة «إف 16» الحربية. وفي اعتقادي أن هذا الأمر يمثل انعكاساً لمعطيين مهمين؛ أولهما كون المرأة شريكاً قوياً وفاعلاً على الدوام في نهضة الإمارات وما أنجزته من تطور ونهوض وما حققته من مكتسبات في جميع المجالات. أما المعطى الثاني والأهم فهو ثقة القيادة الإماراتية في أبناء الوطن جميعاً وفي قدرتهم على الإسهام في المسيرة الوطنية، لا فرق لديها في ذلك بين المرأة والرجل، مما انعكس إيجاباً لصالح الدور المتعاظم للمرأة منذ قيام دولة الاتحاد عام 1971. وإلى ذلك فإن مشاركة مريم المنصوري تتسع في دلالاتها لتصبح تعبيراً عن موقف المرأة العربية والمسلمة إجمالا في رفضها التطرف والإرهاب الدينيين، وهذا لعمري تطور مبشر ليس فقط لأن المرأة نصف المجتمع، ولكن أيضاً لأنها صانعة الأجيال ومربية القلوب. علي عبدالكريم -أبوظبي