تكشف دراسة مسحية أصدرتها الأمم المتحدة في عام 2012، حول الوضع الراهن لبرامج الحكومة الإلكترونية في أنحاء العالم، عن تصدر برامج الحكومة الإلكترونية لدول مجلس التعاون الخليجي برامج الحكومة الإلكترونية في العالم العربي. بل تبوأت هذه البرامج مراكز متقدمة للغاية في الترتيب العالمي الذي تضمن 190 دولة، وبناءً عليه فإن دول مجلس التعاون تتفوق على الكثير من الدول في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية فيما يتعلق بكفاءة برامج الحكومة الإلكترونية. على هذه الخلفية يحاول الدكتور محمد إبراهيم حسن الصبحي، في كتابه الذي نعرضه هنا، وعنوانه «إدارة المعرفة في بوابات الحكومة الإلكترونية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، التعرف على مدى كفاءة آليات إدارة المعرفة في دعم إتاحة الوصول إلى المعرفة وإنتاجها وتداولها، من خلال تطبيق نموذج تقييمي شامل لإدارة المعرفة في بوابات الحكومة الإلكترونية لدول مجلس التعاون الخليجي، عبر ثلاث خطوات: أولاها تحديد الآليات الرئيسية لإدارة المعرفة في هذه البوابات الإلكترونية، وثانيتها البحث والتنقيب بعمق في محتويات تلك البوابات، أما الخطوة الثالثة والأخيرة فهي دراسة المؤشرات المقترنة بكفاءة إجراءات إدارة المعرفة في بوابات الحكومة الإلكترونية موضع الدراسة. ويتطرق المؤلف بتعمق إلى آليات نموذج إدارة المعرفة بتطبيقه على بوابات الحكومة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي، ويتوقف عند مجموعة من المعايير والآليات، مثل إتاحة المعرفة والوصول إليها، وابتكار المعرفة وإنتاجها، وتداول المعرفة ومشاركتها، ليلاحظ التزايد المستمر والمطرد للارتقاء ببرامج الحكومات الإلكترونية لدول مجلس التعاون الخليجي. وهنا يؤكد الكتاب أن هذه الدول نجحت في إعداد برامج حكومة إلكترونية متكاملة، بغية تحقيق تكامل بين الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية في نظام موحد، بحيث يتم توفير جميع الخدمات والمعلومات والمعاملات الحكومية إلكترونياً وعبر نقطة دخول واحدة لجميع المستخدمين، من مواطنين ومقيمين وزائرين ورجال أعمال. وتعمد مثل تلك البرامج الحكومية المتكاملة إلى توثيق أواصر التعاون بين مختلف الجهات الحكومية، وزيادة مشاركة المستخدمين في تقديم الخدمات عبر زيادة كفاءة أداء المؤسسات الحكومية، من خلال الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتبسيط إجراءات النظم الحكومية. وكما يوضح الكتاب، فقد أسهم تبني الدول الخليجية رؤى تسعى لتطوير اقتصادات تقوم على المعرفة في تبوئها مراتب متقدمة في قائمة برامج الحكومة الإلكترونية التي تصدرها الأمم المتحدة، حيث احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة 28، واحتلت مملكة البحرين المرتبة 36، ثم جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة 41، بينما تبوأت قطر المرتبة 48، واحتلت الكويت المرتبة 63، تلتها سلطنة عمان في المرتبة 64. وتعد إدارة المعرفة بمنزلة العمود الفقري لبوابات الحكومة الإلكترونية الخليجية، بما تنطوي عليه من آليات تكفل تدفق المعرفة بفعالية بين الحكومات، والأفراد، والمؤسسات. لذلك يعتقد المؤلف أن هذه البوابات لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدعم والتطوير حتى ترفع نسبة استيفائها للمعايير العالمية. وفي هذا الخصوص يركز المؤلف على بوابة الحكومة الإلكترونية لدولة الكويت، والتي لم تتوافق مع ما يقارب نصف المعايير المعتمدة، حيث حصلت على نسبة متدنية في ما يتعلق بآليات إدارة المعرفة. محمد ولد المنى ------ الكتاب: إدارة المعرفة في بوابات الحكومة الإلكترونية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المؤلف: محمد إبراهيم حسن الصبحي الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تاريخ النشر: 2014