أتفق مع بعض ما جاء في مقال الدكتور حسن حنفي: «تجديد العقل العربي»، وأرى أن هنالك عوائق قد تكون هي التي أعاقت عملية تجديد الفكر العربي خلال القرنين الماضيين، أي منذ بداية عصر الحداثة العربية، وفي مقدمة تلك العوائق تعثر النظم التعليمية في بعض البلدان، وعدم قدرتها على مجاراة التقدم الذي شهده العالم خلال العقود الماضية، حيث إن مناهج بعض تلك النظم كانت تركز على الحفظ والتلقين أكثر من تركيزها على تعليم مهارات التفكير والابتكار. كما أن من ضمن تلك العوائق أيضاً عوامل ثقافية أخرى، مثل تفشي الأمية في صفوف القطاعات الأقل دخلاً من المجتمعات العربية الفقيرة. ولا يمكن تحديث وتجديد الفكر العربي طالما ظل الجهد الثقافي والفكري محروماً من جهود وعقول نسبة كبيرة من أبناء الوطن العربي. ولو قارنا التعثر التنموي الذي شهده العديد من الأقطار العربية مقارنة مع اليابان أو كوريا الجنوبية، باعتبارهما بلدين شرقيين مثلنا، سنجد أن كل نجاح اقتصادي يحمل معه تغيراً في مستويات التعلم والتفكير، وعندما يتحسن الدخل وترتفع مستويات مخرجات التعليم يصبح الإنتاج الفكري والثقافي أيضاً أكثر قدرة على التجديد والإبداع، لأنه في هذه الحالة يستند إلى قاعدة إنسانية أقوى وأصلب وأكثر وعياً ودافعية للتفكير والتجديد معاً. يوسف صبري - مسقط