حين لمحت صحيفة «الاتحاد» في يد مضيفة الطائرة القادمة من القاهرة إلى أبوظبي، كان في الصحيفة ما يخطف العين والقلب قبل اليد. كان قلبي أسرع من عيني في تقليب عناوين وصور الصحيفة.. شيء يدعو للفرح والفخر. «الاتحاد» في ثوبها الجديد صحيفة تليق بالتقدم الهائل لدولة الإمارات العربية المتحدة. صحيفة يباهي بها كل من يعمل في هذه المهنة .إنها نقلة نوعية في عالم الصحافة الورقية. نقلة تجعل من «الاتحاد» صحيفة رائدة في فن جذب القارئ والحفاظ على الصحيفة الورقية في ظل «حرب» طاحنة تهدف للقضاء على الصحافة الورقية، والتخلص من حبر المطابع، والأوراق، والأقلام. تصفحت بدقة العدد الصادر يوم الثلاثاء الموافق 21- أكتوبر عام 2014. كان عدداً استثنائياً، عدداً يُقتنى في المكتبات الخاصة والعامة تصعب قراءته كاملاً في يوم واحد، عدداً متنوعاً بتنوع الرغبات ومستويات الثقافة والفكر والعلم. ربما لم يهمل قارئاً كبيراً أو صغيراً، مبدعاً أو تاجراً، يحب الرياضة أو الفنون، يعشق الاقتصاد ويطارد مؤشرات البورصة، أو يهوى التسلية. إنها الصحافة الجديدة التي لا غني عنها حتى لو حاصرت الصحافة الإلكترونية كل القراء. صحافة تلبي كل الأذواق.. صحافة سهلة التصفح، مريحة للقارئ، تسر الناظرين، وتبهج المتابعين. شعرت بإعجاب بالغ بهذا الإنجاز الذي ينبغي أن يكون نبراساً لكل الصحف المطبوعة بلغة الضاد، شعرت بفرح لأن هناك وطناً يسعي لتطوير وتحديث المنظومة الصحفية، مثلما أنجز الكثير في منظومة التحديث. شعرت بفخر أن خطوة تطوير مهنة الصحافة كي تواجه التحديات، تبدأ من هنا، من أبوظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة. الدولة العربية الساعية بقوة نحو التقدم في كل شيء. الدولة الرائدة في تحديث كافة مناحي الحياة، من صحة وتعليم ورياضة وصناعة واقتصاد. جاء التطور الحتمي والمهم لصحيفة الاتحاد ليواكب منظومة التطور الشاملة، والتي بدأت على يد الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وتستكمل ببراعة على يد أبنائه من مخلصي الإمارات. إنها منظومة تحديث الوطن كله ولا ينبغي أن تتخلف عنه الصحافة، مهنة وصناعة. جذبني هذا الإبهار في الإخراج وتوزيع الصور والعناوين، وهذه التقسيمات المريحة. جذبني هذا الثراء في المواد الصحفية. جذبني هذا التنوع في الموضوعات والقضايا والأخبار. كسرت «الاتحاد» في ثوبها الجديد كثيراً من «التابوهات» الصحفية، وتخلصت من قواعد قديمة، وفتحت لنفسها ولغيرها آفاقاً صحفية رحبة. أصبحت صحيفة شابة في موضوعاتها، كبيرة في قضاياها، رصينة في تناولها، عاقلة في مناقشاتها، متزنة في رؤاها. هذا بالضبط ما تحتاجه الصحافة العربية لا لكي تحافظ على وجودها وحسب، انما كي تحقق لنفسها نقلات جديدة. صحافة تصنع الخبر وتبحث في خلفياته، صحافة تضع الصورة في مكانة لائقة، صحافة التحقيق المعلوماتي، صحافة الحوار بكل تجلياته، صحافة الهم العربي، «الاتحاد» باتت صحيفة رائدة في التطوير الصحفي، لذا تستحق أن تتواجد في كل العواصم العربية، وتلك هى الخطوة الباقية. علي السيد رئيس تحرير «جريدة المصري»