تحت عنوان "أوروفوار فرنسي في وداعك أيها الفينيق الفلسطيني" نشرت "وجهات نظر" يوم الأربعاء 17-11-2004 مقالاً للأستاذ خالد الحروب، وبعد قراءتي لهذا المقال أقول للكاتب: للأسف كل من يقرأ مقالاتك جميعها وخصوصاً مقالك الأخير في وداع أبي عمار، يتعجب من مساحة الحقد والحنق التي تتملكك على القادة والرؤساء العرب. وللأسف أنت اخترت أن تهاجمهم وتنتقدهم من دون سبب مقنع، فقط لمجرد أنهم لهم يزوروا الرئيس الفلسطيني في مرضه الأخير بالمستشفى الفرنسي، وأنت وغيرك يعلم ما أحاط بهذه الفترة من لغط وتشويش هائل بسبب غياب المعلومات الدقيقة حول الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله. ثم ألا تعلم يا سيدي أن عرفات لم يكن الرئيس العربي الوحيد الذي ذهب للعلاج في الخارج ولم يذهب إلى زيارته رئيس أو قائد عربي واحد. ورغم أن الموت بيد الله لكن كل من تابع التقارير الإعلامية العربية والغربية وحتى الإسرائيلية، لم يكن ليدرك أن حالة عرفات الصحية بهذه الدرجة من الخطورة، فكل ما قيل وتسرب أن الرجل - رحمه الله- كان يعاني أنفلونزا حادة، ولم يرد ذكر عن تسمم أو سرطان أو غير ذلك من الأمراض التي تناقلتها الشائعات بعد وفاة الزعيم الفلسطيني. الكل إذاً في رأيك يستحق - كما ذكرت في مقالك- البصق من ابن كلثوم، والكل أيضاً خال من الرجولة، والكل بات منافقاً ومخادعاً عدا خالد الحروب الذي انتقد أبا عمار في حياته ثم أراد أن يثبت لنا نبله ووفاءه وفروسيته بعد أن غيب الموت الزعيم الفلسطيني! الواضح يا عزيزي أنك حانق بدرجة كبيرة على عدم تنظيم جنازة شعبية لعرفات في شوارع أي من الدول العربية، وتجاهلت الجنازة العسكرية المهيبة التي نظمتها مصر له وهي جنازة ذات مدلولات سياسية ربما عجزت أنت للأسف عن فهمها واستيعابها بسبب استغراقك في إيجاد دليل إدانة للأنظمة والحكومات العربية، وهذا ليس دفاعاً عن تلك الأنظمة التي تمتلك من آلات الدعاية ما تستطيع به الدفاع عن نفسها وتجميل صورتها حتى ولو أمام شعوبها فقط.
ولكن المشكلة للأسف أنك تثبت يا عزيزي مرة تلو الأخرى أنك محلل سياسي عربي حتى النخاع لا تختلف في شيء عن أولئك الذين يمارسون الصراخ في الفضائيات، حتى وإن أردت أن تثبت غير ذلك أو حرصت على اقتران اسمك بواحدة من أرقى الجامعات الغربية.
فاروق السيد - لندن