تعاون عالمي ضد الإرهاب.. وطفرة في العلاقات الصينية - اللاتينية «تورونتو ستار» في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «ينبغي على فرنسا عدم المبالغة في ردة الفعل على هجمات شارلي إيبدو»، رأت «تورونتو ستار» الكندية أن منفذي الهجوم على «شارلي إيبدو» اللذين قتلا 12 صحفياً في مقر الجريدة، أحدثا هزة في فرنسا وأوروبا والعالم، كونهما استهدفا بندا هو الأهم في الحرية، ألا وهو حرية التعبير دون خوف، وأيضاً بثا الرعب في قلب العاصمة الفرنسية. الجانب الأكثر إثارة للقلق هو تنامي التعاطف مع «اليمين» المتطرف والأحزاب العادية للهجرة سواء في فرنسا، أو في أماكن أخرى من أوروبا، وبعض التعليقات الصحفية اعتبرت حادثة الهجوم على «تشارلي إيبدو» فرصة لـ«الجبهة الوطنية» التي تمثل اليمين المتطرف في فرنسا. زعيمة الجبهة قالت «إن وقت الإنكار والنفاق قد ولى، خاصة إذا كانت السُلطات الفرنسية تغمض عينيها عن خطر الإرهاب الإسلامي إلى أن تتفاقم الأمور، وتنكوي البلاد بناره. وطالبت بفرض إجراءات مشددة على الحدود، للحد من تدفق المهاجرين، ورفض الأصولية الإسلامية بشكل واضح. وحسب الصحيفة استعر العداء للمهاجرين في هولندا وألمانيا والسويد وبريطانيا واليونان، علما بأن هذه الدول تعاني من مشكلات اقتصادية كانت هي السبب في تأجيج العداء للمهاجرين وزيادة القلق على الهويات الوطنية. الصحيفة نوّهت إلى أن ستة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا، التي لديها ماض استعماري في شمال أفريقيا. وحتى إذا تم إغلاق الحدود الفرنسية أمام مهاجرين جدد، فإن فرنسا سيتعين عليها التعامل مع قضايا تتعلق بالهوية والفقر والعزلة الاجتماعية لأجيال شابة من المسلمين. وربما كان منفذو الهجوم على «شارلي إيبدو» يرغبون في خلق فجوة بين المجتمع الفرنسي وغالبية الجالية المسلمة في البلاد التي تريد العيش بصورة عادية في فرنسا، لكن إذا تعرض المسلمون إلى تداعيات سلبية بعد وقوع هذا الهجوم، فإن هذا سيكون بمثابة ذريعة لتجنيد مزيد من المتطرفين. «يوميري تشيمبيون» تحت عنوان «تعزيز التعاون العالمي لتفادي خطر الإرهاب»، نشرت «يوميري تشيمبيون» اليابانية يوم الأحد الماضي، افتتاحية استنتجت خلالها أن التحقيقات التي جرت عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف صحيفة «تشارلي إيبدو» الفرنسية. ربطت بين منفذي العملية والتنظيمات الإرهابية الدولية، الصحيفة تطرقت إلى أن أحد منفذي العملية أبدى ولعه بتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، الذي يعد الفرع اليمني لتنظيم «القاعدة». كما أن منفذ عملية احتجاز الرهائن في المتجر الخاص ببيع المنتجات الغذائية لليهود، أفصح عن انتمائه لتنظيم «داعش»، الذي يزداد نفوذاً في الشرق الأوسط. وإذا ثبتت صحة هذه الاستنتاجات، فذلك يعني أن التنظيمات الإسلامية المتطرفة تواصل اختراقها لأوروبا ومن ثم سيكون لديها لقدرة على شن هجمات متزامنة داخل أوروبا. وحسب الصحيفة، تسعى التنظيمات الإرهابية لبث دعايتها على الانترنت وحشد الشباب المقيم في أوروبا وتجنيده وتدريبه على القتال. وينبغي البحث بصورة عاجلة في كيفية حصول منفذي العملية على الأسلحة ومن الذي موّلها. ولابد من تعزيز التعاون بين الدول للحيلولة دون وصول السلاح والمال للإرهابيين. ويتعين على المجتمع الدولي- حسب الصحيفة- التأكيد على عدم خضوعه للإرهاب والتكاتف في مواجهته. وتحت عنوان «التطرف الديني يؤدي إلى الوحشية»، أشارت «تشينا ديلي» في افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي، إلى أن الصراعات الدامية في العراق وأفغانستان وليبيا وسوريا اتخذت مسحة دينية، ما فتح الباب على مصراعيه للتطرف الديني، وقوى التطرف لا تفوت أية فرصة لتوسيع نطاق انتشارها على الصعيد العالمي، ودعت الصحيفة إلى ضمان الاحترام المتبادل بين الأديان والحضارات وتعزيز التواصل بين أتباع الديانات المختلفة. كما أن الدعوة لحوار الحضارات ينبغي ألا تصبح مجرد شعار أجوف. «ذي موسكو تايمز» في تقريرها المنشور بـ«ذي موسكو تايمز» الروسية يوم أمس، وتحت عنوان «المنظمات غير الحكومية تنتقد الحضور الروسي في مسيرة تشارلي إيبدو»، رصدت «أنا دوليجوف» انتقادات منظمة «مراسلون بلا حدود» لحضور وزير الخارجية الروسي في المسيرة العالمية المنددة بالهجوم الإرهابي على صحيفة «تشارلي إيبدو»، معتبرة أن ترتيب روسيا من حيث حرية التعبير، وفق تقرير المنظمة الصادر في 2014، جاء ترتيبه 148 من أصل 180 دولة. كما تعرض 32 صحفيا للقتل في روسيا بسبب قيامه بمهمته، وذلك خلال الفترة من 1992 إلى الآن. «تشينا ديلي» في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان «علاقات أفضل مع أميركا اللاتينية»، رصدت «تشينا ديلي» الصينية وقائع النسخة الأولى من منتدى الصين ورابطة أميركا اللاتينية والكاريبي الذي انعقد في بكين يوم الجمعة الماضي، من أجل دفع العلاقات بين الطرفين نحو مرحلة جديدة. الصين هي الدولة النامية الأكبر في العالم، وأميركا اللاتينية بها عدة دول نامية، وهذا التعاون يعني علاقات ثنائية بين دول تشكل ربع سكان العالم و20 في المئة من إجمالي مساحة الأرض. وحسب الصحيفة كان الرئيس الصيني قد دعا في يوليو الماضي إلى بناء علاقات صينية- لاتينية، من خلال تعزيز الثقة بين الطرفين على الصعيد السياسي والتعاون التجاري والاقتصادي وفق مبدأ تحقيق المكسب لكافة الأطراف، وتحقيق التبادل الثقافي بين الشعوب، والتأكيد على المصير المشترك. المنتدى خطوة جديدة لتقوية العلاقات الصينية- اللاتينية، التي ستؤدي إلى تقويض نظرية «المركز والأطراف» كإطار غربي للقوة والنفوذ الاقتصادي. إعداد: طه حسيب