كان مقال «جوشوا مورافيتشيك» بعنوان: «الحرب هي الطريقة الوحيدة لوقف إيران»، المنشور في «واشنطن بوست» مفيداً من وجهين. فأوضح البديل المرجح للمفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، ومنح الجانب الإيراني بديلاً يفكر فيه بينما يخوض غمار المرحلة الأخيرة من المحادثات. بل وربما يساعد على إحراز اتفاق أفضل. ولكن إلى هنا تنتهي قيمة تقديرات «مورافيتشيك»، لأنه وللأسف يغض الطرف عن التأثير المحتمل للحرب مع إيران. ورغم أن «مورافيتشيك» كتب مقالاً مماثلاً بعنوان «قنبلة إيران»، في عام 2006، زعم فيه أن الغرب لن يفرض أبداً عقوبات قاسية على إيران، لكن توقعه كان في غير محله، ودفعت تلك العقوبات إيران إلى مائدة المفاوضات. ولو فشلت المفاوضات الحالية، أو خانت إيران اتفاقها، فربما ستحدث حرب. وعندئذ على الولايات المتحدة أن تدرك تماماً ماذا يعني ذلك. فإذا حاولت واشنطن تدمير قدرات إيران النووية باستخدام القوات الجوية، فلن تكون المهمة مثل الضربة التي وجهتها إسرائيل في يوم واحد ضد مفاعل «أوزيراك» العراقي عام 1981، وإنما سيتطلب الهجوم الأميركي استهداف مجمعات متعددة، وسيتعين على المخططين الاستعداد لمعركة تهدف إلى تدمير رادارات الدفاع الجوي، وقدر كبير من القوات الجوية الإيرانية. ومثل هذه العمليات تطلب مئات من الغارات على مدار أيام. ومن المحتمل أن ترد إيران بتهديد الشحن عبر مضيق هرمز، ومن المحتمل أن يثير ذلك أزمة نفطية عالمية، وستضطر قوات البحرية الأميركية إلى حماية الخليج، ومن الممكن أن تشن عملية طويلة ممكنة لتدمير قوات البحرية الإيرانية، وترسانتها من الصواريخ المضادة للسفن. ومن المستبعد أن تستسلم إيران حتى مع تدمير قواتها الجوية والبحرية، وقد تلجأ حينئذ إلى عمليات إرهابية ضد أهداف أميركية. وإذا نجحت مثل هذه الهجمات، فسيسفر ذلك عن ضغوط شعبية هائلة لتصعيد الصراع، وربما تتضمن مطالب بتغيير النظام في طهران. ويعني ذلك حرباً برية أميركية أخرى في الشرق الأوسط، ولكن في هذه المرة ضد دولة يزيد تعداد سكانها على 80 مليون نسمة. وكما تعلمنا في العراق وأفغانستان، يمكن أن تكون تكاليف مثل هذا الصراع على مدار عقود عشرات الآلاف من القتلى الأميركيين وتريليونات الدولارات. وهذا التصعيد وإن كان غير مؤكد لكنه احتمال حقيقي. بيد أن الحرب مع إيران ليس أمراً خارج النقاش؛ ذلك أن إيران نووية يمكن أن تكون أكثر عدوانية، ومن الممكن أن يتسبب انتشار الأسلحة النووية في زعزعة الاستقرار بصورة خطيرة في المنطقة. ولكن يجب أن تكون الحرب هي الملاذ الأخير، فتزيين نتائجها لا يصب في مصلحة أحد. هانز بيننديجك: زميل في معهد «عبر الأطلسي» يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»