الآن وقد أعلن أوباما التوصل إلى اتفاق إطار مع إيران بشأن برنامجها النووي، واصفاً إياه بأنه «اتفاق جيد يستجيب لأهدافنا الأساسية»، يتبادر سؤال إلى الذهن حول ما الذي يجب أن يفعله القادة «الجمهوريون»؟ الحقيقة أن أفضل ما يمكن القيام به في حالة أعضاء الكونجرس «الجمهوريين» هو مسايرة الاتفاق وعدم السعي لإجهاضه منذ الوهلة الأولى مع التركيز على تشديد آليات المراقبة التي ستخضع لها المنشآت الإيرانية والتحقق من التزامها ببنود الاتفاق، وبالأخص يتعين الابتعاد عن محاولات إفشال الصفقة قبل موعدها النهائي في شهر يونيو المقبل، هذا في وقت يتعين أيضاً التعامل فيه مع قواعد الحزب الأكثر تشدداً والرافضة للاتفاق مع إيران جملة وتفصيلا. ولا ننسى أنه في ظل أوباما لا يمكن أبداً التطلع إلى اتفاق أفضل، ولكن مع ذلك لا نريد استفزاز إيران بإعطاء الانطباع بأن الهدف هو تعطيل مشروع التوافق لأن ذلك سيؤدي فقط إلى تسريع إيران لوتيرتها والذهاب مباشرة إلى القنبلة النووية، لا سيما وأن أوباما في السلطة، فإيران تعرف جيداً أنه طالما ظل الرئيس الحالي في البيت الأبيض لن تكون هناك حرب ضدها حتى لو سعت إلى اكتساب السلاح النووي، وبالطبع إذا كان أحد يريد الترشح عن «الجمهوريين» للانتخابات الرئاسية المقبلة، فلا مناص من معارضة الاتفاق الإطاري، إذا لا يمكن بالنظر إلى المبادرات التي انخرط فيها أوباما وكان مآلها الفشل أن يستثمر أحد من المرشحين «الجمهوريين» في دعم مبادرة أخرى قد تنتهي إلى نفس المصير ومعها مشواره السياسي، هذا بالإضافة إلى عناد «الجمهوريين»، الذين لن يعترفوا أبداً بأن سياسة أوباما الخارجية ربما تكون ساهمت فعلاً في ضمان قدر من الأمن والسلامة لأميركا، لذا في حال نجح التفاهم الحالي مع إيران ووُقع الاتفاق النهائي فذلك جيد، أما إذا تعثر وتبين أنه لا اتفاق هناك في الأفق، فإنه يتعين على الرئيس المقبل أن يتصدى للمسألة ويطرح البديل. والمشكلة أن «الجمهوريين» يجدون أنفسهم في واقع بالغ الدقة فهم من جهة يعرفون أن الاتفاق غير مبني على أساس متين، وأنه يتعين الافتراض دائماً بأن الإيرانيين سيغشون، وأنهم مهما فعلوا لن يعترف أوباما بانتهاكاتهم، لأن همه إنجاح الاتفاق، لكن من جهة أخرى يعرفون أن التشدد داخل الكونجرس لن يؤدي إلى نتيجة، ليبقى الحل هو الانتظار، فلو استطاع هذا الاتفاق إبطاء مسيرة إيران نحو القنبلة، لربما أمكن بعدها لرئيس «جمهوري» أن ينهي الاتفاق ابتداء من 2017. ------- إد روجرز، كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»