درس من مذبحة كينيا.. وخطر نووي في جنوب آسيا إعداد: طه حسيب «واشنطن تايمز» خصص «دانيل بايبز» رئيس «منتدى الشرق الأوسط»، مقاله المنشور أمس الأول في «واشنطن تايمز» لرصد أخطاء سياسة أوباما الخارجية، فتحت عنوان «فك شفرة عقيدة أوباما»، سرد «بايبز» أخطاء إدارة أوباما، التي استعار في وصفها مقولة السفير الأميركي السابق في العراق جيمس جيفري، مفادها أن الرصيد الحالي لسياسة أوباما في المنطقة هو «أننا نسقط سقوطاً حراً وملعوناً». من بين الأخطاء الإطاحة بالقذافي في ليبيا وترك البلاد ساحة للفوضى والحرب الأهلية، الضغط على مبارك كي يتنحى عن السلطة في مصر ودعم "الإخوان"، ما دفع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للتوجه صوب روسيا، والتعامل مع «داعش» كخطر محدود إلى أن سيطر التنظيم على مدن كبرى، واعتبار اليمن قصة نجاح في الحرب على الإرهاب إلى أن تمت الإطاحة بالحكومة اليمنية، والخروج من العراق وأفغانستان قبل الأوان ما بدد جهود الولايات المتحدة في البلدين. «نيويورك تايمز» تحت عنوان «المخاوف النووية في جنوب آسيا»، نشرت «نيويورك تايمز» أمس الأول افتتاحية، استهلتها بالقول: إن انتباه العالم بات مسلطاً على المفاوضات الجارية حول برنامج إيران النووي، لكن إذا تم التوصل لاتفاق نهائي فإنه يتعين على الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا الاهتمام أيضاً بجنوب آسيا تلك المنطقة التي تتنامى فيها المخاوف النووية، وهي مخاوف تنبع من داخل المنطقة. الصحيفة تقول إن باكستان هي القوة النووية الأسرع نمواً، تعد مصدر القلق الأكبر، وهذا ما تعززه التطورات الأخيرة، فرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، أعلن أنه وافق على إبرام صفقة جديدة لشراء غواصات صينية تعمل بالديزل والكهرباء قادرة على حمل صواريخ نووية، ضمن صفقة تصل قيمتها 5 مليارات دولار. وتشير الصحيفة إلى أن باكستان قامت الشهر الماضي، بتجريب صاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس نووية، ويستطيع الوصول إلى أي منطقة داخل الهند. وهذا ما يراه أحد الخبراء تأكيداً باكستانياً على الاستمرار في تطوير أسلحة نووية تكتيكية غرضها الوحيد المشاركة في حرب ضد الهند، التي لاتزال من وجهة نظر الجيش الباكستاني، عدوا، وهذا منطق يسمح للجنرالات بالحفاظ على نفوذهن داخل الحكومة الباكستانية ومن ثم المطالبة بأقصى دعم ممكن. لدى باكستان الآن ترسانة قوامها 120 سلاحا نوويا ومن المتوقع أن يتضاعف العدد بمقدار ثلاثة أضعاف خلال عشر سنوات، بينا الهند لديها 110 أسلحة نووية لكن ترسانتها تنمو ببطء. وعطفاً على تاريخ مكتظ بالصراع بين الهند وباكستان، فإن الأخيرة تعاني من مشكلات اقتصادية ومن ضعف المؤسسات السياسية، ومن تمرد «طالبان» الذي يهدد الدولة الباكستانية. وجميعها مشكلات لا يجدي معها سلاح متطور كالغواصات أو صواريخ شاهين-3 الباليستية التي يصل مداها 1700 كيلومتر أو الأسلحة النووية التكتيكية. ومليارات الدولارات التي يتم انفاقها على هذه الأسلحة يمكن توجيهها إلى الاستثمار في الصحة والتعليم وتوفير فرص العمل. «لوس أنجلوس تايمز» في افتتاحيتها المنشورة يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «امنحوا الاتفاق النووي فرصة»، استنتجت «لوس أنجلوس تايمز» أن الثقة في إيران مقامرة، فلا أحد يستطيع نسيان ماضيها وممارستها الخداع بشأن أنشطتها النووية. وحتى قبل وقت قليل، وتحديداً في الشهر الماضي، اشتكى مدير عام وكالة الطاقة الذرية من أن إيران أجابت فقط على استفسار واحد من بين مجموعة استفسارات يصل عددها إلى 12 استفساراً حول «الأبعاد العسكرية المحتملة» لبرنامج إيران النووي. وبناء على سوابق التهرب التي ارتكبتها إيران، من المهم وجود نظام قوي للمراقبة والتحقق واتفاق الإطار الذي تم إبرامه يبدو مشجعاً كونه يراعي أموراً من هذا النوع. وحسب الصحيفة، يقبل أوباما بدور إشرافي للكونجرس، لكنه حذر من إنه إذا رفض الكونجرس الاتفاق دون الاستناد لتحليل علمي ومن دون تقديم بديل منطقي، فإنه في هذه الحالة ستتعرض الولايات المتحدة للوم على فشلها الدبلوماسي، وسينهار التحالف الدولي الذي يرعى الاتفاق. «واشنطن بوست» «مجزرة كينيا ما الذي تكشفه بشأن استراتيجية الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب؟»، هكذا عنونت «واشنطن بوست»، أمس الأول افتتاحيتها، معلقة على العملية الإرهابية التي أودت بحياة 147 شخصاً من بينهم 124 طالباً، ونفذها أربعة مسلحين من تنظيم «الشباب» الصومالي داخل كينيا وعلى بعد 100 كيلومتر من الحدود الصومالية الكينية. الهجوم الذي يعرف بمذبحة «جاريسا» استهدف الطلاب المسيحيين، وهو الأسوأ من نوعه منذ عام 1998، حيث هجوم تنظيم «القاعدة» على السفارة الأميركية في نيروبي، ما أودى بحياة 213 شخصاً. حركة «الشباب» تدعى أنها تستهدف كينيا رداً على تدخل الأخيرة عسكرياً في الصومال عام 2011، وفي 2013 نفذت الحركة هجوماً إرهابياً على مركز تجاري في نيروبي ما أودى بحياة 63 شخصاً وأصاب ما يزيد على 175 آخرين. ومع صعود «داعش» في الشرق الأوسط، وبروز إرهاب «بوكوحرام» في غرب أفريقيا، بدأ حضور «الشباب» في وسائل الإعلام يتلاشى، لن الحركة لا تزال مصدر تهديد هو الأكبر في منطقة شرق أفريقيا. ونقلت الصحيفة عن وزيرة الخارجية الكينية أمينة محمد قولها إن بلادها باتت جبهة في الحرب على الإرهاب. الولايات المتحدة ساعدت، كينيا وجيرانها في مواجهة حركة «الشباب» وشنت هجمات بطائرات من دون طيار قتلت خلالها أحد زعماء الحركة، ومع ذلك تتواصل العمليات الإرهابية التي تنفذها الحوكة داخل الصومال وخارجها. وحسب الصحيفة، أثبتت المذبحة حدود استراتيجية أوباما في مكافحة الإرهاب في الدول الضيعفة مثل الصومال واليمن، أي أن دعم الحكومات والهجمات الصاروخية وعمليات القوات الخاصة وحدها لا تجلب الأمن في تلك الدول.