حرب عائلية في «الجبهة الوطنية».. وحدود احتواء المسألة الإيرانية ليبراسيون في افتتاحية بعنوان «بنوة» ذهب الكاتب لوران جوفرين في صحيفة ليبراسيون إلى أن الحرب العائلية الجارية الآن داخل حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف، بين زعيمة الحزب مارين لوبن، ووالدها ومؤسس الحزب جان- ماري لوبن، يراد من ورائها إظهار أن زعيمة الحزب بدأت تأخذ مسافة أمان سياسي من والدها المثير للجدل، رافعة شعار الخروج من تحت عباءته، معلنة اعتراضها حتى على ترشحه في الانتخابات الإقليمية في دائرة «باكا» الجهوية. وبهذا النأي بنفسها عن خط «البيتينية» الأصلية، ربما تريد تقديم صورة جديدة «طبيعية» عن حزبها، والإيهام بتغير خطها السياسي. ولكن يبقى هنالك سؤال: هل مجرد تخفُّف حزب «الجبهة الوطنية» من عبء مؤسسه، الذي ما زال يشغل مع ذلك منصب الرئيس الفخري، يكفي وحده لجعله حزباً حقيقياً، وعادياً، كبقية الأحزاب؟ ها هنا تحديداً ينبغي أن تظل الأمور واضحة، يقول الكاتب، فليست البنوة بين جان- ماري ومارين لوبن مجرد بنوّة بيولوجية! أليس هنالك نزوع يميني متطرف مشترك بينهما، ونوع من الاستمرارية في تبني أحكام مسبقة ضد اليهود، والعداء للمسلمين؟ وطبعاً ما زالت «الجبهة الوطنية» محتفظة في خطابها بنبرة عنصرية. وهي أبعد ما تكون عن الروح الجمهورية. ومن يشك في ذلك ما عليه سوى قراءة برنامجها السياسي. فهي تحمل الهجرة جميع مشكلات البلاد، وتتبنى طرحاً متطرفاً فيما يتعلق بأسس منح الجنسية يذكر بنظام «فيشي»، وتبني خطابها في ذلك على خلطة مسمومة من الأحكام المسبقة وكراهية الأجانب. لوموند نشرت صحيفة لوموند ملفاً بعنوان: «كيف يمكن تسوية النووي الإيراني»، كتب فيه خبراء استراتيجيون، ومتخصصون في الشأن الإيراني، كان من ضمنهم عالمة الأنثروبولوجيا والروائية «شهدورت دجافان»، التي تحدثت في عنوان مقالها عن «اتفاق يضع الغرب على طريق ميونيخ فارسي» في إشارة إلى اتفاق ميونيخ 1938 الذي اعتبر إذعاناً أوروبياً لأطماع ألمانيا، لم يحل في النهاية أيضاً دون وقوع الأسوأ وهو الحرب العالمية الثانية. وتتحدث الكاتبة عن الأطوار التي عرفها مسار المفاوضات مع إيران حول ملفها النووي، مذكرة بأن أوباما قرر في سنة 2009 الدخول في مفاوضات مع نظام الملالي، وكان في ذهنه هدف يتمثل في إقناعهم بتحويل مخزونهم من اليورانيوم المخصب إلى دولة مجاورة: ويا للسذاجة! تقول الكاتبة، فالإيرانيون ما زالوا حتى اليوم يرفضون ذلك. ومن أجل ضمان عدم حصول طهران على قنبلة من اليورانيوم المخصب والمخزن بعناية، يطالب الغربيون بوضع نظام رقابة قوي لفترة طويلة، تمتد لعشرة أعوام أو أكثر. وفي المقابل يرغب الإيرانيون في خفض هذا السقف الزمني. وخلال هذه السنوات من التفتيش، وحتى بعدها، يريد الغربيون أن يكون لهم حق التفتيش المفاجئ للتأكد من أن الجانب العسكري من البرنامج قد تم تفكيكه بشكل كامل. هذا في حين يرى القادة الإيرانيون أن التفتيش المفاجئ سيكون مهيناً، وأنه يتعين على من سيأتي للتفتيش أن يعطي علماً بذلك لكي «يستعد» مستقبلوه! وهنالك نقطة خلاف أخرى ما تزال قائمة هي تلك المتعلقة ببرنامج البحوث النووي. وهنا لم يقدم الإيرانيون أي تنازل ملموس، وما زالوا يرفعون علناً ما يعتبرونه حقهم في البحوث في المجال النووي، ويمانعون في السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الدخول إلى بعض المواقع ذات الصلة. وفي ملف «لوموند» أيضاً كتب آخرون تراوحت تقييماتهم لاتفاق الإطار مع طهران، بين التفاؤل كما هو حال مقال «مقايضة لوزان محاولة للتغيير» للخبير الاستراتيجي كاميل جراند، وهنالك أيضاً من يرى أن الاتفاق غير كافٍ، مثل الباحثين جان- ماري كولن ولوك مامبي، اللذين كتبا مقالاً بعنوان: «التفاهم مع طهران غير كافٍ، لابد من اتفاق إقليمي». لومانيتيه نشرت صحيفة لومانيتيه مقالاً تحليلياً للكاتبة «لينا سانكري» تحت عنوان: «قمة الأميركتين.. إلى أي مدى سيمضي أوباما؟»، ناقشت فيه الحدود المتوقعة، والممكنة سياسياً، للمصالحة الأميركية الكوبية، خاصة أن هذه هي أول مرة تشارك فيها كوبا في هذه القمة، التي استضافت بنما دورتها السابعة يوم الجمعة. وبقدر ما يشكل هذا مكسباً سياسياً للنظام في هافانا، فهو أيضاً فرصة لواشنطن لتقديم نفسها كشريك تصالحي، ومنفتح على تسوية حتى أكثر الخلافات السياسية قدماً وتعقيداً، كما هي حال خلافاتها مع الجزيرة الكوبية، التي امتدت لعدة عقود من الزمن. وترفع هذه القمة شعار «الازدهار المشترك»، وهو شعار عائم، ولا يكفي في حد ذاته بديلاً عن البحث عن سبل واقعية لتطوير الشراكات وخدمة المصالح المتبادلة للدول الأميركية. ولكن في مقابل المصالحة المثيرة مع كوبا، يتصاعد خلاف آخر مع فنزويلا، مما من شأنه التشويش على الصورة الإيجابية التي يقدم بها الرئيس أوباما سياسته تجاه جيرانه الجنوبيين اللاتينيين، حيث يبدو في الصورة وكأنه يرفع سياسة سلام ومصالحة في وجه كوبا، فيما يرفع بيده الأخرى قفاز التحدي وسياسة الضغط والتصعيد في وجه فنزويلا، وهي ازدواجية سياسية غير ملائمة. إعداد: حسن ولد المختار