مآسي «المهاجرين» تحدٍّ لأوروبا.. وتمدد أطلسي باتجاه روسيا لوفيجارو نشر الكاتب «إيفان ريوفول» في صحيفة لوفيجارو أول من أمس مقالاً بعنوان: «الدولة الاشتراكية تصيبها السلطوية»، انتقد فيه حكومة الحزب الاشتراكي وبعض ما يعتبره اليسار الفرنسي الحاكم سياسات «تقدمية»، حيث تأتي خيارات هذا اليسار الذي يواجه ظروفاً غير مواتية إلى نوع من الدوس والإضرار بالمرافق الخدمية الأساسية كالتعليم والصحة العمومية. وفي الوقت الراهن تحلف الحكومة الاشتراكية الأيمان المغلظة مع ذلك على أنها تتبنى خيارات معتدلة فيما يتعلق بمشروع القانون الخاص بدعم عمل أجهزة الاستخبارات في مواجهة الإرهاب، وهو مشروع قرار مثار هذا الأسبوع ومن شأنه توسيع سلطات وصلاحيات الحكومة وأجهزتها الشرطية. ويتساءل الكاتب اليميني، في سياق انتقاده الحاد للاشتراكيين: ولكن كيف يمكننا الوثوق بما يقوله قادة يدفنون التعليم التقليدي ويقضون عليه بدافع من نقمتهم على النخبوية، ويدفعون المرضى إلى الشعور بعدم المسؤولية أو الاكتراث بسبب تعميمهم لمجانية الخدمات الطبية؟ وليس هذا فقط، بل يرى الكاتب أن الإصلاحات الأخيرة التي اجترحها الاشتراكيون في التعليم خاصة، والتي يزعمون أنهم قد استلهموا بعض أوجهها من تجارب دول أخرى مثل فنلندا، لا تبدو قادرة على انتشال المنظومة التعليمية من التراجع في الأداء والمخرجات الذي أوصلوها إليه. ويكفي في هذا المقام النظر إلى طبيعة الإصلاحات، التي يمس بعضها بشكل سلبي للغاية حتى عملية تعليم اللغة الفرنسية نفسها في بعض فصول المدارس الابتدائية، وكذلك بات أيضاً تعليم الحضارة والتاريخ خياراً فقط. واختفت الفصول المزدوجة في نظام منهجي متعدد. وانقرضت دراسة اللاتينية والإغريقية. وفي المجمل يؤكد الكاتب أن كل خيارات الحكم الاشتراكي في مجالي التعليم والصحة كانت ضارة، وهي في الأساس، وصفة مضمونة للفشل. لوموند نشرت صحيفة لوموند، أول من أمس، افتتاحية بعنوان: «مآسي المتوسط: التدخل، على وجه السرعة»، خصصتها للحديث عن مآسي مئات المهاجرين السريين الذين غرقوا مؤخراً في عرض البحر الأبيض المتوسط، خلال محاولاتهم التسلل إلى الشواطئ الجنوبية للقارة الأوروبية، على متن زوارق موت متهالكة، تنتهي بهم في كثير من الأحيان إلى ملاقاة حتفهم قبل بلوغ سراب «الحلم الأوروبي» المنشود! وقالت الصحيفة، ابتداءً، إنه من بين الأزمات العديدة التي تواجه أوروبا، باتت تلك المتعلقة بقضايا الهجرة السرية تحتل القمة وتتصدر الأولويات الآن. وإذا أخذنا في الاعتبار عدد الأشخاص الذين يحاولون الذهاب عبر طرق الهجرة السرية بدافع من المآسي الإنسانية التي يرزحون في أتونها، فإن أقل ما يمكن أن توصف به هذه الأزمة هو أنها باتت تكتسي طابعاً كارثياً، بكل المقاييس. وخلال السنتين الماضيتين، شهد عرض مياه البحر المتوسط تكرار غرق زوارق تهريب المهاجرين السريين، في تحدٍّ جسيم ليس فقط لكرامة الإنسان، وإنما للقيم التي قام في الأصل على أساسهما الاتحاد الأوروبي نفسه. ومع تحول أوروبا إلى القارة الأولى على مستوى العالم من حيث استقطابها للهجرة باتت تواجه الآن مداً من الزحف السكاني بحجم وزخم لا سابق لهما منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. ومفهومٌ أن لكل هذا أسباباً واقعية قوية، وأقلها أحوال عدم الاستقرار السياسي والحروب المندلعة في أفريقيا والشرق الأوسط، التي تدفع سكان الدول الآخذة في الانهيار لأن يسلكوا طريق البحث عن منفى أو مكان آمن بديل. والكارثة أن اتجاه هذا المد من الهجرة من الجنوب إلى الشمال يمر أساساً عبر البحر المتوسط، حيث تنشط في التهريب شبكات «مافيا» هي من يحشد ويحشر أولئك الضحايا على متن زوارق موت متهالكة تغرق بكثير منهم في عرض البحر، وهو ما يجعل أوروبا والعالم الآن مدعوين للاستجابة لتحدي وقف هذه الكوارث الإنسانية. لومانيتيه في صحيفة لومانيتيه نشر الكاتب «بيير أوبوارد» تحليلاً سياسياً عن استمرار حلف شمال الأطلسي «الناتو» في التمدد باتجاه حدود روسيا، مؤكداً في بدايته أن تزايد حالات الاحتكاك العسكري مؤخراً بين موسكو و«الناتو» يأتي في سياق دولي يحاول الحلف فيه استقطاب أكبر قدر ممكن من الشركاء والدفع بهم للمساهمة في الجهود الرامية لفرض العزلة على روسيا. وقد لوحظ بشكل خاص تكثيف تواجد قوات الحلف في البحر الأسود، وخاصة في المناطق القريبة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام الماضي. وقد سجلت حالات احتكاك واقتراب بين طائرات وسفن لكلا الطرفين بشكل مقلق خلال الأسابيع الأخيرة. وفي هذا السياق أشار الكاتب إلى القلق الواسع الذي يجتاح قادة دول البلطيق خاصة، ونقل عن الرئيس الإستوني تعبيره عن الرغبة في تكثيف التواجد الأطلسي في عموم دول البلطيق الثلاث. ومع حشد قرابة 5 آلاف جندي أطلسي في دول شرق أوروبا، يكون لدى موسكو فعلاً ما يدعو للقلق، يقول الكاتب. وفي أول دخول لدول كالسويد وفنلندا -وهما ليستا عضوين في «الناتو»- على خط الأزمة بين روسيا والغرب، نشر وزيرا الدفاع في البلدين مع نظرائهم في الدول الإسكندنافية العضو في الحلف الأطلسي (النرويج، والدانمارك، وآيسلندا) مقالاً حذروا فيه معاً من أن على دول شمال أوروبا «أن تستعد لأزمات وحوادث متوقعة بسبب مواقف روسيا». وفي الأخير اعتبر الكاتب أن هنالك الآن في الغرب من يسعى للاستمرار في خطاب ومواقف التصعيد تجاه روسيا، وهنالك أيضاً من ظل يراهن على قدرة الدبلوماسية على احتواء الصراع خاصة ما يتعلق منه بالأزمة الأوكرانية، وقد سارت ألمانيا، ومعها فرنسا، في هذا الطريق، وتمكنتا حتى الآن من تحقيق نتائج عبر اتفاق «مينسك». إعداد: حسن ولد المختار