دراجات «سيجواي» تُمثّل نموذج نقل ثوري يستخدمه رجال الشرطة في المراكز التجارية، والسائحون أصحاب الخوذات، ولكن يبدو أنه لا يستخدمه كثير غيرهم، بل إن بعض المدن حظرت استخدامها. والرئيس الأميركي سقط من على إحداها. وفي عام 2010، انزلق مالك الشركة المصنعة لها بدراجته «السيجواي» من أعلى منحدر. لكن على الرغم من جل هذه العقبات، والمبيعات التي لم تتجاوز أبداً التوقعات، أعلنت شركة «ناينبوت» الصينية التي تنافس في بيع «سيجواي» الأسبوع الماضي أنها اشترت أعداداً من هذه الدراجات مقابل قيمة لم تكشف عنها. وتمثل عملية البيع فرصة ثانية لدراجات «سيجواي». كما تمثل أيضاً فرصة ثانية للمسافرين والمتنقلين الصينيين. والصين في حاجة ماسة إلى ذلك النوع من ثورة النقل التي كانت تمثل دراجات «السيجواي» وعداً بها في السابق؛ ذلك أن الزحف العمراني السريع، والانفجار الهائل في أعداد السيارات، والفشل في تمهيد السبل والطرق الرئيسية بسرعة كافية لتلبية الطلب المتزايد بشكل كبير جعلت الصين مأوى لبعض أسوء الاكتظاظات المرورية في العالم. وفي عام 2011، أعلنت شركة الاستثمارات «يو بي أس» بيانات بشأن متوسط السرعة المرورية في خمس مدن صينية. وسجل متوسط السرعة في بكين 7.5 ميل في الساعة. وتجاوزت مدينة واحدة هي «ووهان»، التي بلغ متوسط السرعة بها 12.7 ميل في الساعة، السرعة القصوى للنموذج الأساسي من دراجة «سيجواي» التي تقدر بـ 12.5 ميل في الساعة. وبالطبع، كانت بكين وبقية مدن الصين في مجتمعات تعتمد على الدراجة الهوائية. ولكن تلك الأيام ولّت منذ أمد بعيد، وكانت ضحية للسياسات الحكومية الصناعية التي أعانت على تطوير قطاع صناعة السيارات الصينية الضخم، والتخطيط العمراني الذي أزال الأزقة المخصصة للدراجات لتوفير مزيد من المساحات الخاصة بالسيارات. وفي هذه الأثناء، رفض الصينيون كثيرو التنقل في السابق الدراجة باعتبارها أثراً من الماضي، فهم يرغبون في شيء أسرع وأكثر حداثة. وعندما يتعلق الأمر بالانتقال في الصين، فإن البديل الأكثر شعبية للسيارات، التي لا يمكن لكثير من الصينيين تحمل تكاليفها، أو شبكة الأنفاق، هو الدراجة الكهربائية، والتي تباع بسعر لا يتجاوز بضع مئات من الدولارات، وعلى الرغم من أنها أبطأ من السيارة، لكنها تعتبر خياراً منطقياً ويمكن تحمله في ضوء الطرق الفوضوية في الصين، خصوصاً عندما يسافر الركاب في مجموعات. وبحسب وسائل الإعلام الصينية، كان هناك أكثر من مائتي مليون دراجة كهربائية على الطرق الصينية في عام 2013. آدم ميتنز: كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»