اشتهر غاندي بأنه كان يحرم نفسه من الطعام. ومن خلال تجويع نفسه احتجاجاً على الحكم البريطاني، استطاع في نهاية الأمر أن يجعل الهند أكثر قوة. بيد أن قادة الهند يحاولون اليوم استخدام الطعام كسلاح، وهم يضحون ليس بأنفسهم، ولكن بالآخرين. فقراراتهم تهدد بجعل أطفال الهند - وهم بالفعل من أكثر الذين يعانون سوء التغذية في العالم - أكثر ضعفاً. وهذا الشهر، ألغى «شيفراج سينج تشوهان»، كبير الوزراء بولاية «ماديا براديش» بوسط الهند، مشروعاً مقترحاً لتقديم البيض في دور الحضانة الحكومية المجانية في المناطق التي تسكنها جماعات محرومة اقتصادياً. وقد جاء الاقتراح من موظفي الولاية، لكنه قوبل بالرفض من قبل «تشوهان» على أساس أن البيض غذاء غير نباتي. و«تشوهان»، مثل كثير من الهندوس، هو إنسان نباتي. وفي حين أنه رفض مناقشة هذه الواقعة علناً، زعم المسؤول الإعلامي لديه أن هناك «المزيد من الخيارات الغذائية المتاحة». ولكن ما هي بالضبط؟ في ولاية «ماديا براديش»، تعيش معظم المجتمعات الفقيرة على الحبوب والنباتات المدعومة من الحكومة. ووفقاً لآخر مسح وطني لصحة الأسرة، فإن أطفال السكان الأصليين كانوا أكثر من يعاني سوء التغذية في أي مجتمع بالولاية. وحتى في جميع أنحاء الولاية، فإن 52% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات - وهي السن التي يذهبون فيها إلى الحضانات الحكومية – يعانون نقص الوزن، بحسب المعهد الوطني للتغذية. وأشار الخبير الاقتصادي «جان دريز» إلى أن «ماديا براديش» في الواقع هي «أسوأ بكثير من المعدل الهندي». وأضاف أنها تشكل حالة طوارئ فيما يتعلق بالتغذية. ومن ناحية أخرى، فقد أيد نشطاء حقوق الطفل الاقتراح؛ لأن البيض، الذي يحتوي على 10% دهون ونسبة عالية من البروتين، هو أفضل وسيلة للتغذية وتحسين صحة الأطفال، أكثر من كوب لبن وموزة، الذي تزعم الولاية أنها ستقدمها بدلاً من البيض. وهناك غذاء آخر أساسي تم إلغاؤه من أطباق الفقراء في ولاية «ماهاراشترا» المجاورة، بعد أن حظرت امتلاك وبيع لحوم الأبقار. وهو قرار واجب النفاذ مع حكم بالسجن لمدة خمس سنوات لمن يخالفه. فالهندوس يعتقدون أن الأبقار مقدسة، لكن القوميين الهندوس، الذين شجعهم انتخاب رئيس الوزراء ناريندرا مودي، مارسوا ضغوطاً شديدة على هذه القضية، ليس من منطلق الاهتمام بالحيوانات - النحيفة التي تقتات من القمامة - ولكن لفرض معتقداتهم الدينية على غير الهندوس. سونيا فاليرو محللة سياسية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»