ترسخ دولة الإمارات العربية المتحدة مكانتها قطباً عالمياً للعمل الإنساني ودولة محورية في إغاثة المعوزين والمحتاجين، وتشكل نموذجاً رائداً للعمل الإنساني في ظل المبادرات التي تطلقها انطلاقاً من النهج الإنساني الذي أسسه المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لدعم المحتاجين، سواء داخل الدولة أو خارجها. وسارت على نهجه القيادة الحكيمة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وتشهد دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً نشاطاً كبيراً من الفعاليات الإنسانية والخيرية، ومنذ بدء شهر رمضان المبارك أُطلِق العديد من المبادرات، كان أبرزها إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «مبادرة الإمارات لصلة الأيتام والقُصّر»، لتوطيد العلاقات مع هذه الفئة ودمجها مع بقية أفراد المجتمع، وتأتي انسجاماً مع القيم الرمضانية التي تعلي قيمة أعمال الخير، وتؤكد قيم التراحم والتآلف بين الناس. وفي السياق ذاته تأتي الدورة السادسة لـ«ملتقى زايد الإنساني» التي استضافها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، يوم الخميس الماضي، في مقره بأبوظبي، لتضيف حلقة جديدة من حلقات العطاء الإنساني الإماراتي، ولاسيما أن الملتقى يعد منصة لتبادل الأفكار وتبادل الخبرات والمعلومات لتطوير آليات العمل الخيري والتطوعي، وترسيخاً لدور الإمارات في هذا المجال على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. إن هذه المبادرات جميعها تأتي قبل أيام من انطلاق فعاليات «يوم زايد العمل الإنساني»، الذي أطلقته دولة الإمارات العربية المتحدة، إحياءً لذكرى رحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي تصادف التاسع عشر من شهر رمضان، وتجسد الفعاليات التي يتم تنظيمها، داخل الدولة وخارجها بهذه المناسبة، القيم الاجتماعية للثقافة الإماراتية الأصيلة، التي تحث على التراحم والتكافل ومعاونة المحتاج، وتشجع على تنظيم الأنشطة الإنسانية في إمارات الدولة كافة، على المستوى الفردي والمؤسسي. ومن المتوقع أن يحقق «يوم زايد للعمل الإنساني» هذا العام أهدافاً عدة تتمحور حول تطوير آليات العمل الخيري في الدولة، بما يعزز دورها الريادي في العمل الخيري والإنساني، والبناء على رصيدها الكبير في هذا المجال، ولاسيما أنها تتبوأ موقع الصدارة عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية قياساً مع دخلها القومي الإجمالي، إذ إنها تقدم مساعدات سنوية بنحو 5,2 مليار دولار، بحسب «لجنة المساعدات الإغاثية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية». علاوة على ذلك فإن «يوم زايد للعمل الإنساني» يشكل مناسبة لغرس ثقافة العطاء والتضامن مع المحتاج، وتفعيل قيم المسؤولية المجتمعية وتحفيز المجتمع المحلي، ولاسيما فئة الشباب، على الانخراط في الأعمال التطوعية الإنسانية والخيرية بأشكالها كافة، التي تخدم جميع فئات المجتمع. وفي النهاية فإن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تدخر جهداً في إيجاد السبل لتشجيع العمل الإنساني على المستويات كافة، وترسيخ ثقافة العطاء وتعزيز أجواء التآزر والتعاضد بين أفراد المجتمع، والمضي قدماً على النهج الثابت الذي تتبناه الدولة منذ نشأتها وحتى الآن، كمثال يحتذى في الوسطية والاعتدال، وسعيها الدؤوب إلى تأكيد القيم الحقيقية للدين الإسلامي الذي يحض على التسامح والتعاضد والتكافل والترابط بين أفراد المجتمع الواحد. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية