فرصة اليونان الأخيرة.. دور «أولاند» الحاسم لوموند نشرت صحيفة لوموند أمس الأول (الجمعة) افتتاحية بعنوان: «على أوروبا أن تخرج برأس مرفوعة من الأزمة اليونانية»، قالت فيها إن الوقت قد حان لكي تمسك أوروبا زمام المبادرة السياسية من جديد، وتتخذ قرارات جادة تجاه الأزمة الجارفة التي تطرحها الدراما المالية اليونانية، وخاصة أن مقترحات حكومة أثينا الأخيرة تتيح إمكانية عودة الأمل والعقل، وتفتح فرصاً جديدة واعدة للحوار، للخروج من تجاذبات عدم التفاهم وليّ الأذرع بين اليونان والدائنين. وعلى أوروبا خاصة أن تبذل كل جهد ممكن لتفادي الخروج المحتمل لليونان من منطقة اليورو، الذي يعبّر عنه اختصاراً بعبارة: Grexit، وذلك لأن هذا الخروج في حال تحتمه ووقوعه في النهاية لن يكون فقط كارثياً بالنسبة إلى اليونان وحدها، وإنما سيمثل أيضاً ضربة بالغة السلبية للمشروع الأوروبي كله. ومن هنا يتعين الآن انتهاز هذه الفرصة أيضاً في اليونان التي تعيش لحظة ألكسيس تسيبراس، بحسب الصحيفة. وسيقول التاريخ إن الاستفتاء الذي نظمه هذا الزعيم اليساري الراديكالي كان ضربة موهبة سياسية، حيث تمكن من الإعداد له بسرعة فائقة، وفي ظروف بالغة الصعوبة، وتحت ضغوط هائلة داخلية وخارجية، وفي الوقت نفسه خرج منه يوم الأحد الماضي بموقف سياسي معزز. وسيحكم التاريخ أيضاً على مدى قدرته على الوفاء بتعهداته السياسية والحزبية. وباختصار شديد، ترى الصحيفة أن على دائني اليونان الآن أن يقدِّروا وينظروا باهتمام إلى الوثيقة التي تقدمت بها أثينا في ليلة الخميس- الجمعة، وحزمة المقترحات التي تعرضها. وبكل تأكيد فالشيطان يكمن في التفاصيل، كما يقال، ولكن مقترحات تسيبراس تبدو أيضاً من النظرة الأولى معقولة، والظاهر أنها تستجيب للعناصر الأساسية في الإصلاحات المطلوبة من اليونان. لوفيغارو وبدورها نشرت صحيفة لوفيغارو مقالاً بعنوان: «اليونان: أثينا تعوّل على الدعم الفرنسي في مواجهة صلابة برلين» ناقشت فيه ما تعتبره خصوصية للموقف الفرنسي تجاه اليونان، مشيرة في هذا الصدد إلى أن العديد من المراقبين في أوروبا يعتقدون الآن أن فرنسا تلعب دوراً حاسماً في المفاوضات الجارية مع أثينا بهدف التوصل إلى تسوية من أي نوع من شأنها منع خروج اليونان من منطقة اليورو، مع ما يعنيه ذلك من دلالة رمزية على تعثر المشروع الأوروبي برمته. وقالت الصحيفة إن أحد المقربين من رئيس الحكومة اليونانية تسيبراس اتصل على عجل صباح يوم الأربعاء الماضي، 8 يوليو، بمجموعة من أبرز الصحفيين الفرنسيين، وكان يشعر بقلق شديد من تكاثف الضغوط على تسيبراس، وكذلك تواتر كثرة التسريبات والتكهنات حول مستقبل بلاده، وقد اقتصر حديثه مع الصحفيين الفرنسيين على سؤال محدد: «ما الذي سيفعل فرانسوا أولاند؟»، مستطرداً بعد ذلك «إننا نعوّل عليه، إن بيد فرنسا مفتاح المفاوضات، هل فهم ذلك؟». وفي سياق متصل تحدثت لوفيغارو أيضاً في مقال آخر موازٍ بعنوان: «اليونان: ميركل تظهر أكثر فأكثر عناداً» قالت فيه إن المستشارة الألمانية ما زالت على صرامة موقفها تجاه أزمة الديون اليونانية، إلا أنها أيضاً تتعرض الآن لضغوط من أجل إبداء قدر من المرونة يسمح بإيجاد حل لهذه الأزمة، ومنذ أسبوعين أبدى أولاند نوعاً من الدعم لموقفها، حين أكد أن «كل الدول استبعدت الآن مخطط دعم ثالثاً لليونان». والحقيقة أن الحديث عن هذا الموضوع مع تبعاته المتعلقة بخروج اليونان، ما زال شائكاً ويكاد يكون «تابو» بالنسبة إلى كثير من الدول الأعضاء في منطقة اليورو، ولكن مشكلة ميركل أكبر في الداخل أيضاً حيث تمارس عليها ضغوط قوية من قبل أغلبيتها الحاكمة لدفعها إلى الامتناع بشكل قاطع عن المزيد من تقديم المساعدة لليونان. لومانيتيه في ذكرى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 8 يوليو من العام الماضي نشر الكاتب بيير باربانسي، مقالاً في صحيفة لومانيتيه، رصد فيه تداعيات ذلك العدوان، والآثار المدمرة التي نجمت عنه، والتي ما زال سكان القطاع يكابدونها حتى الآن. وبعد التذكير بالحصيلة الإنسانية الكارثية لذلك العدوان، يقول الكاتب إن سكان قطاع غزة ما زالوا يعانون حتى اليوم من آثار حصار خانق تفرضه عليهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي لا تسمح بمرور المتطلبات الإنسانية كالدواء والغذاء، ولا المستلزمات الضرورية للنشاط الاقتصادي، وبذلك جعلت إصلاح ما تضرر خلال العدوان العام الماضي أمراً متعذراً، كما استمرت معاناة السكان من انعدام فرص العمل والأمل وأساسيات الحياة الإنسانية الكريمة. وقال الكاتب الذي ذهب حينها مراسلاً خاصاً للصحيفة في قطاع غزة إن رهان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على تركيع سكان القطاع، ودعاية إعلام إسرائيل وبعض الإعلام الموالي لها في الغرب بأن العدوان كان رداً على إطلاق مقذوفات من القطاع باتجاه إسرائيل، كل ذلك ثبت إفلاسه وعدم مصداقيته، حيث أخفق العدوان في تحقيق أهدافه، وترك وراءه حصيلة إنسانية ثقيلة كان في مقدمة ضحاياها المدنيون العزل من نساء وأطفال، وهو ما فضح ممارسات الاحتلال، وكشف زيف ادعاءاته. إعداد: حسن ولد المختار