كان لتزامن اعتماد مبادرات إسكانية وخدمية للمواطنين، في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع ذكرى المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دلالة على حرص القيادة الكريمة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على استدامة النهج الإنساني الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتحسين الحياة المعيشية للمواطن، وتحقيق الاستقرار الأسري، عبر توفير مقومات الحياة الكريمة وسبل الرفاهية كافة للمواطن لتحقيق سعادته من ناحية، وتعزيز التنمية المستدامة في الدولة من ناحية أخرى. وكان برنامج زايد للإسكان قد أعلن اعتماد أسماء 700 شخص من مستحقي قرارات الدعم الإسكاني بقيمة إجمالية بلغت 348 مليون درهم، واعتماد مبادرة كبار السن «لن ننساكم» الإسكانية. وفي السياق نفسه اعتمدت لجنة متابعة تنفيذ مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة، إنشاء وإنجاز وصيانة 180 مسكناً للمواطنين في مناطق الدولة كافة، بقيمة إجمالية تقدر بـ170 مليون درهم، وتحمل هذه المبادرات قدراً كبيراً من الأهمية، وذلك لإسهامها في تذليل جميع العقبات التي تعوق حصول المواطن على السكن الملائم. وخاصة مبادرة «لن ننساكم» المعنية بتوفير مشاريع سكنية تتناسب مع الأوضاع الصحية والاجتماعية لكبار السن، وتعدّ هذه المبادرة إلحاقاً لما نفذته الدولة من مبادرات إسكانية وإجراءات تصب في هذا الاتجاه، مثل إطلاق خدمة «إدارة مشروع» للإشراف على بناء مساكن الفئات غير القادرة على متابعة أعمال البناء، والتي يقع من ضمنها من تجاوز الـ65 عاماً من المسنين، مثل هذه الإجراءات تسهم في تحسين الوضع المعيشي لكبار السن، عبر مراعاتها الوضع الصحي والاجتماعي للمسنين، بما يحقق تعزيز عملية التواصل بين كبار السن وبقية فئات المجتمع، وتزيد من فرص دمج المسنين في المجتمع. من جهة أخرى، فإن اهتمام القائمين على برنامج زايد للإسكان باستطلاع آراء مقدمي طلبات الدعم السكني تجاه المجمعات الإسكانية في المشاريع السابقة، لا يخدم الأهداف الاقتصادية عبر تخفيض الكلفة المالية لتنفيذ المجمعات الجديدة فحسب، بل إنها تسهم في تطوير الأعمال الإنشائية لهذه المجمعات الإسكانية، وضمان جودتها، وتناسبها مع احتياجات ومتطلبات المستفيدين من الدعم السكني، كما أنها تعزز توجهات الدولة نحو اعتماد المنهج البحثي للتعرف على احتياجات المواطنين، وإشراك المواطن بأفكاره وابتكاراته في المشاريع التنموية الاجتماعية في الدولة. كما أن لحرص القائمين على البرامج الإسكانية على ملاءمة المشاريع الإسكانية الجديدة لمعايير السلامة والاشتراطات البيئية العالمية، دلالة على الأهمية القصوى التي توليها الإمارات لتعزيز إجراءات حماية البيئة، وتجسيد استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء على أرض الواقع، التي يشكل فيها تنفيذ متطلبات المباني الخضراء ركيزة أساسية لتحقيق الاستراتيجية، وللحفاظ على الريادة الإماراتية على المستوى الإقليمي في مجال صناعة الأبنية الخضراء، حيث تستحوذ الإمارات على 40% من إجمالي المباني الخضراء في منطقة الخليج. وأخيراً، فإن جميع هذه المبادرات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة، وحكومةً، ومؤسسات وطنية، اتحادية ومحلية، ما زالت تسير على النهج نفسه الذي أسسه، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يقوم على الوقوف إلى جانب المواطن الإماراتي وتخفيف أعباء الحياة عن كاهله وتمكينه من العيش الكريم في مجتمع آمن وأسرة مستقرة، لكي يتمكن من تأدية دوره في تنمية مجتمعه والارتقاء بوطنه. ـ ـ ــ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.