في ظل حرص القيادة الرشيدة على تفعيل المشاركة الشعبية في انتخابات «المجلس الوطني الاتحادي»، المزمع إجراؤها في الثالث من شهر أكتوبر المقبل، يصبح من الضرورة توعية الناخبين بأهمية الانتخابات وبضرورة المشاركة فيها، من أجل اختيار أعضاء المجلس الأكثر قدرة على التعبير عن مصالح المواطنين، والتفاعل مع مطالبهم واحتياجاتهم بشكل مستمر. في هذا السياق فإن سلسلة المحاضرات التوعوية والتثقيفية التي تنظمها «اللجنة الوطنية للانتخابات» حول انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2015، التي بدأ تنظيمها مؤخراً تنطوي على أهمية بالغة، ليس فقط لأنها تسلط الضوء على الإجراءات التنظيمية والقانونية المتعلقة بالعملية الانتخابية، وتوعية أعضاء الهيئات الانتخابية بمختلف الجوانب التشريعية والقانونية المنظمة للانتخابات، إضافة إلى شرح المسائل المتعلقة بحقوق الناخب وواجباته، وكل ما يحتاج الراغب في الترشح إلى معرفته من شروط ووثائق وقواعد وحقوق وواجبات، وإنما أيضاً بالنظر إلى زيادة أعضاء القوائم الانتخابية إلى أكثر من 224 ألف عضو، يمثلون الهيئات الانتخابية في جميع إمارات الدولة، وذلك بنسبة زيادة تصل إلى 66%، مقارنة بقوائم الهيئات الانتخابية لانتخابات «المجلس الوطني الاتحادي» لعام 2011، التي ناهزت نحو 135 ألف مواطن ومواطنة، الأمر الذي يؤكد حرص القيادة على أن تكون الانتخابات المقبلة نقلة نوعية في مجال تدعيم المشاركة الشعبية. إن الاهتمام بتوعية أعضاء الهيئات الانتخابية أمر ينطوي على قدر كبير من الأهمية، لاعتبارات عدة: أولها، علاقة التوعية بزيادة المشاركة في الانتخابات، إذ إنه كلما زاد وعي الناخبين بقواعد العملية الانتخابية وأبعادها المختلفة زادت نسبة المشاركة في الانتخابات، وزاد حرص الناخبين على الإدلاء بأصواتهم بشكل سليم، وهذا لا شك في أنه ينعكس إيجابياً على نتائج الانتخابات المقبلة. ثانيها، أن توعية الهيئات الانتخابية يمثل أحد الضوابط المهمة في سلوك المرشحين، ومنعهم من المبالغة في برامجهم الانتخابية، من أجل استقطاب أصوات الناخبين، فحينما يكون الناخب على وعي وإلمام بطبيعة الدور المفترض أن يؤديه عضو «المجلس الوطني الاتحادي»، فإن هذا يجعل المرشح حريصاً على أن يكون برنامجه الانتخابي قابلاً للتطبيق في الواقع، وأن يعبّر بالفعل عن احتياجات المواطنين ومتطلباتهم، والأهم أن يكون قادراً على إقناع الناخبين بأنه يستطيع فعلياً تنفيذ هذا البرنامج، لأن إحدى المشكلات الكبرى التي تثيرها العملية الانتخابية أحياناً هي الفجوة بين البرامج التي يطرحها المرشحون وإمكانية تطبيقها. ومن هنا فإن الاهتمام بتنمية الوعي لدى الناخبين، وتعريفهم بقواعد العملية الانتخابية وطبيعة الأدوار التي يفترض أن يقوم بها أعضاء «المجلس الوطني الاتحادي»، يضمن من ناحية اختيار المرشحين الأكفاء ذوي الخبرات، ويمنع من ناحية ثانية انتشار حملات الدعاية الصاخبة، التي تروج لبرامج غير واقعية، لأن المحك في نهاية المطاف سيتوقف على إرادة الناخبين. إن انتخابات «المجلس الوطني الاتحادي» المقبلة، وما تتضمنه من قواعد وآليات جديدة، سواء لجهة تطبيق مبدأ الصوت الواحد، أو لجهة إتاحة الفرصة لأبناء الوطن للمشاركة في الانتخابات، حتى لو كانوا خارج الدولة من خلال السفارات، تؤكد أن القيادة الرشيدة حريصة على توفير كل ما من شأنه تعميق المشاركة الشعبية ورفع الوعي السياسي لدى المواطنين، والدخول في مرحلة جديدة بمكتسبات إضافية ضمن برنامج القيادة الرشيدة للتمكين السياسي، خاصة لجهة تطوير «المجلس الوطني الاتحادي»، كي يمارس دوره التشريعي والرقابي والسياسي على الوجه الأكمل، ويواكب مسيرة التنمية والتطور التي تشهدها الدولة في المجالات كافة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية