المساعدات العسكرية محور زيارة نتنياهو لواشنطن ومسلسل «الطعن» متواصل «هآرتس» في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان «نتنياهو حوّل ميزانية الدفاع إلى مسرحية هزلية»، تساءلت «هآرتس» ما هي أهمية الوثيقة التي تسمى ميزانية الدفاع؟ هذا السؤال سيكون محل اهتمام كبير خلال الأسبوع المقبل عندما تتخذ لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست خطوة غير مسبوقة، وترفض الموافقة على الميزانية العسكرية لعام 2016، والتي تصل قيمتها 56 مليار شيكل أو 14,5 مليار دولار أميركي. قرار الرفض اتخذه أعضاء الكنيست الذين يرون أن المبلغ المخصص غير كاف لتلبية احتياجات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. نتنياهو قال إن الميزانية العسكرية ستزيد على 65 مليار شيكل، لكنها ستكون أقل مما يطمح إليه العسكريون الإسرائيليون. والمبلغ النهائي سيظهر للعيان بعد ثلاثة أسابيع من الآن. وهذه المسرحية الهزلية لم تنته بمجرد التصويت على الميزانية، ما يعزز حقيقة مفادها أنه قبل أيام من إقرار الميزانية داخل الكنيست لا أحد من النواب يعرف حجم البند الأكبر فيها، وهو الميزانية الدفاعية. وإذا كان نتنياهو يعرف حجم الميزانية العسكرية، فإنه لن يقوله إلى أحد، لا وزير المالية ولا نواب الكنيست. «جيروزاليم بوست» تحت عنوان «نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة من أجل حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 50 مليار دولار»، نشرت «جيروزاليم بوست» أمس مقالاً لـ «توفا لازاروف» و«مايكل ويلنر»، استهلاه بالقول إن مسؤولي البيت الأبيض أشاروا إلى استعدادهم زيادة المساعدات العسكرية لإسرائيل، لكنهم لم يحددوا سقف هذه المساعدات. ومن المقرر أن يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن يوم غد الأحد، كي يضمن استمرار المساعدات العسكرية الأميركية طوال العقد المقبل، بمعدل 5 مليارات دولار سنوياً، كي يتسنى لإسرائيل الدفاع عن نفسها ضد إيران، وضد تهديدات إقليمية أخرى. ومن المقرر أن يستضيف الرئيس الأميركي رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض بعد غد الاثنين، ليكون هذا هو أول لقاء مباشر بينهما خلال عام كامل. السنة الموشكة على الانتهاء، شهدت توترات هي الأشد في علاقات أوباما ونتنياهو التي شابها نفور شخصي أفضى إلى تجاوزات أسطورية على الصعيد الدبلوماسي. ولا يزال الرجلان يتبادلان انتقادات لاذعة حول الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية الكبرى، حيث يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي الاتفاق خطأ تاريخياً، يعزز قدرة طهران على حيازة قدرات نووية عسكرية. الآن الاتفاق تم إبرامه، ومن المتوقع أن يخفف اللقاء المرتقب بين أوباما ونتنياهو الصدع الحاصل بينهما، والتركيز بدلاً من ذلك على تعزيز التحالف بين واشنطن وتل أبيب، خاصة ما يتعلق بالتعاون العسكري. بعض المسؤولين الإسرائيليين يرون أنه رغم التباينات الحاصلة في موقف البلدين والخلافات القائمة بين المؤسسات السياسية والأمنية الإسرائيلية والأميركية، فإنه هذه المؤسسات تواصل التعاون في ما بينها. إسرائيل ترغب في الحصول على مساعدات عسكرية أميركية سنوية بقيمة 5 مليارات دولار بدلاً من 3 مليارات، علما بأن تل أبيب تحصل على مساعدات عسكرية أميركية أكثر من أي بلد آخر في العالم. «يديعوت أحرونوت» يوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان «عباس يحرض بيد ويطالب بضبط النفس بيدٍ أخرى»، كتب «رون بين يشاي»، مقالاً أستنتج خلاله أن هناك ظاهرة غريبة تتمثل في أن هناك عناصر فلسطينية تؤجج التوتر وتدفع بمنفذي عمليات القتل بالسكاكين في شوارع إسرائيل من جهة، ومن جهة أخرى، فإن هذه العناصر ذاتها تسعى لمنع التصعيد. هذا الوضع الغريب يمنع التوتر الحالي من أن يتحول إلى انتفاضة حقيقية، لكن ما الذي سيحدث إذا انضم مسلحو «فتح» إلى الانتفاضة؟ الكاتب رصد ظاهرة أخرى، تتمثل في أن الرعب السائد في شوارع إسرائيل خوفاً من التعرض لهجمات بالسكاكين أو داخل الحافلات يعد جائزة لمنفذي هذه العمليات، وربما يدفع هذا الرعب والفزع فلسطينيين آخرين لتقليد منفذي الهجمات والإقدام على عمليات أخرى. ونوّه الكاتب بأن مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«توتير» و«انستجرام»، جعلت من منفذي الهجمات أبطالاً لدى الفلسطينيين، وهذا الأمر لم يكن موجوداً في السابق. وحسب الكاتب، هذه الهجمات لم تنته ولا يبدو أنها ستنتهي، ففي كل يوم تقع هجمات، ما بين هجومين أو ثلاث هجمات أو محاولات للطعن. ويرى الكاتب أن مسؤولين كباراً في حركة «فتح» دعوا يوم الاثنين الماضي الشعب الفلسطيني بإطلاق انتفاضة شعبية كاملة، هؤلاء لم يطالبوا بانتفاضة مسلحة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها مسؤولون فلسطينيون لانتفاضة ثالثة، وهذا ما يراه الكاتب نذير تصعيد. «تايمز أوف إسرائيل» أول أمس، خصص «رافئيل أهرين» تقريره في «تايمز أوف إسرائيل» لرصد تداعيات فوز «الليبراليين» بزعامة «جاستن ترودو» في الانتخابات الكندية الأخيرة، فتحت عنوان «كندا ستتواصل مع دول عربية لبناء سياسة خارجية فعالة»، نقل «أهرين» تصريحات لوزير الخارجية الكندي الجديد «ستيفان ديون»، ورد فيها «إن بلاده تسعى لسياسة أكثر توازناً في الشرق الأوسط، بما في ذلك العمل على تواصل فعلي مع العالم العربي». الوزير الكندي صرح أثناء مقابلة أجراها مع راديو كندا بأن الوقوف في الصف الإسرائيلي فقط مثلما فعلت حكومات كندية سابقة ليس من مصلحة أحد. وأن بلاده تسعى لأن تكون وسيطاً نزيهاً في الشرق الأوسط. إعداد: طه حسيب