تلخص عبارة سامح شكري وزير الخارجية المصري مشاعر المصريين بأن اقتصادهم السياحي يتعرض لحرب إعلامية مخابراتية. قال الوزير في عبارته: لم نجد التعاون الكافي من الدول في محاسبة الإرهاب. لقد قال هذا بعد عودته كمرافق للرئيس المصري إلى لندن، وذلك في مؤتمر صحفي عقده مع وزير خارجية المجر بالقاهرة. لقد ظلت إسرائيل مستقرة لا يذكرها أحد منذ سقوط الطائرة في 31 أكتوبر الماضي بينما تركزت الأنظار على لندن التي شهدت حدثاً درامياً غير مألوف في نظر كثير من المراقبين المصريين والغربيين. ذلك أن التوقيت الذي أعلن فيه المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن حكومته تعتقد أن هناك احتمالاً يفيد بأن الطائرة الروسية قد سقطت في سيناء بفعل قنبلة كان توقيتاً غريباً. فلقد جاء الإعلان بعد وصول الرئيس المصري إلى لندن بسويعات. وقد صحب هذا القرار من رئيس الحكومة البريطانية بإعادة السواح البريطانيين على وجه السرعة وهو قرار أوحى بأن الحكومة البريطانية لديها معلومات مؤكدة عن إسقاط الطائرة بشحنة متفجرة زرعت بداخلها. من هنا بدأ التشكيك في إجراءات الأمن المصرية بمطار شرم الشيخ، ومع نهاية اليوم أذاعت شبكة «سي. إن. إن» أن مصدراً بالمخابرات الأميركية أكد لها احتمال زرع قنبلة بالطائرة. حولت الشبكة هذا الخبر مجهول المصدر إلى حدث الساعة الطارئ، وراحت تستطلع آراء الخبراء وأرسلت مندوباً لها إلى مؤتمر للمتحدث باسم الخارجية الأميركية ليسأله عن صحة الخبر، فأفاد المتحدث الرسمي بأنه لا علم له بهذا الكلام، وأن حكومته تنتظر نتائج التحقيقات الرسمية. وبالإضافة إلى هذه الأنباء كنت أفحص المصادر الإسرائيلية لأرى ماذا تقول. كان المصدر الأهم هو موقع «دبكا» المقرب من المخابرات الإسرائيلية والذي ينسب أخباره وتقاريره عادة إلى مصادره الأمنية والمخابراتية. ركز الموقع على احتمال إسقاط الطائرة منذ اللحظة الأولى طارحاً السؤال: كيف تم إسقاطها؟ وأجاب في البداية باستبعاد إسقاطها بصاروخ أرض جو نظراً لأن تنظيم «داعش» بسيناء لا يملك سوى صواريخ سوفييتية لا يتجاوز مداها خمسة كيلومترات بينما كانت الطائرة تحلق على ارتفاع عشرة آلاف متر. وفي يوم 5-11-2015 نشر الموقع تقريراً يفترض أن العملية تمت إما بصاروخ أو قنبلة حيث إن مصادره المخابراتية أبلغته بأن جماعة «أنصار الشريعة» في ليبيا لديها صواريخ أرض جو روسية يصل مداها 42 كيلومتراً، وأن هذه الجماعة على علاقة وثيقة بتنظيم ولاية سيناء ومن المحتمل أن تكون قد زرعته ببعض الصواريخ من هذا الطراز استخدمت في إسقاط الطائرة. بعد ذلك نشر الموقع يوم 6-11-2015 تقريراً يفيد بأن قرار الرئيس الروسي بوتين بوقف الرحلات الروسية لشرم الشيخ جاء بعد أن أكد الخبراء الروس في سيناء لموسكو أن الطائرة أسقطت إما بقنبلة أو بصاروخ وأن فحص الجثث كشف عن تعرضها لآثار انفجار. إذن كان موقع «دبكا» طوال الوقت يؤكد نظرية الانفجار بطرق مختلفة بينما لزم المسؤولون الإسرائيليون الصمت حتى تحدث وزير الدفاع موشيه يعلون يوم 9-11-2015 للصحفيين ونقلت عنه صحيفة «يسرائيل هيوم» قوله: «هناك ترجيح كبير جداً لأن يكون تحطم الطائرة ناتجاً عن عمل تخريبي، وهذا ما نستنتجه مما نرى ونفهم ونسمع». لقد أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل قد تكون مصدر المعلومات الاستخباراتية المنتشرة في العالم. بعيداً عن نظرية المؤامرة هناك احتمال كبير لهذا خاصة أن لجنة التحقيق الدولية ما زالت تعمل.