تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة جاهدة على حماية لغتها العربية التي هي جزء من هويتها، وتعزيز الوعي بها بين مختلف فئات المجتمع. ومن هذا المنطلق أولت القيادة الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- جُلّ اهتمامها للدعوة إلى تدريس اللغة العربية على أيدي أكفأ المعلمين، وتطوير مهاراتهم التدريسية، حتى يتمكنوا من إيصالها إلى الطلاب بشكل يؤصل معرفتهم بلغة دينهم، التي هي جزء من هويتهم وإحدى أدوات الدفاع عن هذه الهوية. ومن هنا فإن «جمعية حماية اللغة العربية»، التي أُنشئت في عام 1999 كأحد أهم الإنجازات الإماراتية في مجال حماية اللغة العربية وحفظها، قد أطلقت مؤخراً برنامجاً تحت شعار «أبجد»، يهدف بشكل أساسي إلى تنمية قدرات الأجيال الصاعدة على استخدام اللغة العربية، بداية من مرحلة رياض الأطفال، وهذا البرنامج الذي يغطي إلى جانب مرحلة رياض الأطفال ثلاثة صفوف من مرحلة التعليم الأساسي، جاء كخطوة أولية يخطط تعميمها على المستويات التعليمية كافة مستقبلاً. ويعد «أبجد» فرصة ثرية للطلاب لممارسة المهارات اللغوية، استماعاً ومحادثة وقراءة، بشكل مختلف وأدوات جاذبة لهم، وهي مبادرة نوعية في هذا المجال، من شأنها حماية اللغة العربية مما تواجهه من تحديات ومؤثرات قد تُحدث فجوة بين الطلاب ولغتهم العربية، ما يجعل تعلمها وتعليمها لأجيال المستقبل حينها صعباً عليهم، ويهدد باضمحلالها مستقبلاً. ويعمل هذا البرنامج بالتوازي مع مبادرة «تحدي القراءة العربي» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله- مؤخراً، ودعا فيها إلى تكثيف الممارسات القرائية بنشرها على مستوى مدارس الوطن العربي، وذلك يدل على مدى الاهتمام الذي توليه الدولة لنشر ثقافة القراءة عموماً والقراءة باللغة العربية خصوصاً وتعزيز قدراتهم في استخدام العربية في الجوانب المتاحة كافة، وذلك ليس لأبناء دولة الإمارات العربية المتحدة فقط، ولكن لأبناء الوطن العربي كافة. ووفق «جمعية حماية اللغة العربية» فإن تفاصيل البرنامج الجديد ومكوناته، توضح أنه تمخض حتى الآن عن إنتاج ما يزيد على 140 قصة معروضة بأساليب وأدوات مبتكرة، تخاطب الأطفال والطلاب بنصوص قرائية توائم أعمارهم وقدراتهم، وتحتوي أيضاً على دليل للمعلم، وكتاب أنشطة للطالب، وتطبيق ذكي تفاعليا، إضافة إلى لوحات تعليمية للقاعة الصفية. ولاشك في أن البرنامج بهذه الخصائص يعتبر خطوة متقدمة في ترسيخ ثقافة القراءة باللغة العربية لدى الجيل الصاعد، ويجعل الحرف العربي وسيلته للدخول إلى عالم الكلمة والكتاب، بعد أن تألف عينه وأذنه الحرف بجميع أوضاعه ونغماته المختلفة. ومن ناحية أخرى، فإن الجانب الترفيهي ضمن البرنامج هو أداة مهمة للفت انتباهه وإمتاعه بتنوعه وبمزجه بالحرف بشكل مشجع على القراءة. وختاماً فإن برنامج «أبجد» الذي أطلقته «جمعية حماية اللغة العربية» هو أحد مقومات حماية اللغة العربية، ويُعد رسالة موجهة إلى كل من يريد الاستفادة منه، سواء من مؤسسات التعليم الحكومي أو الخاص، ويفتح باب المنافسة بين المؤسسات في تبني المبادرات المماثلة من أجل الدفاع عن لغتنا العربية التي هي جزء من هويتنا وتراثنا وثقافتنا. ـ ــ ـ ــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.