جاءت استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لفعاليات «المنتدى العالمي الأول لتحالف الأمراض غير المعدية»، الذي احتضنته مدينة الشارقة، مؤخراً، تحت شعار «المناصرة والمسؤولية تجاه الأمراض غير المعدية في عصر ما بعد عام 2015»، ليضيف إنجازاً جديداً إلى سجل الإنجازات الوطنية، وترسيخ مكانة الإمارات كواحدة من دول العالم ذات الدور الكبير في صياغة السياسات واتخاذ القرار العالمي في القضايا المهمة والاستراتيجية. وبما يعطي للدور الإماراتي المزيد من الزخم والثقل في تنسيق الجهود العالمية في القضايا كافة المتعلقة بالصحة وغيرها من القضايا التنموية على اختلاف تصنيفاتها. وتأتي استضافة «المنتدى العالمي الأول لتحالف الأمراض غير المعدية» في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة للقضايا الصحية، واهتمامها منقطع النظير بمجال مكافحة الأمراض والأوبئة كافة، وهو الاهتمام الذي لا يقتصر على مكافحة الأمراض والأوبئة على المستوى المحلي فقط، بل يمتد إلى النطاقين الإقليمي والعالمي أيضاً، وبطبيعة الحال يأتي في هذا الإطار استضافة هذا المنتدى العالمي المهم. وعلى مدار السنوات الماضية قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بعدد من الجهود في الإطار ذاته، ويمكن هنا الإشارة إلى المِنَح والمساعدات الكبيرة التي قدّمتها الإمارات إلى عدد من الدول، من أجل دعمها في مواجهة الأوبئة والأمراض كافة. وذلك كما هي الحال في مساعدتها لباكستان في جهودها في مكافحة مرض شلل الأطفال، وغير ذلك من الجهود التي تضفي على دور دولة الإمارات العربية المتحدة الداعم للتنمية في العالم بُعداً إنسانياً عميقاً. إن إقامة «المنتدى العالمي الأول لتحالف الأمراض غير المعدية» على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو المنتدى الذي يسعى إلى تشكيل شبكة من التحالفات الوطنية في مجال الأمراض غير المعدية في العالم، وتبادل الخبرات والدروس المستفادة والتحديات وأفضل الممارسات، في جهود مكافحة الأمراض غير المعدية، وحشد وتوحيد الجهود الدولية الرامية إلى خفض الوفيات الناجمة عن تلك الأمراض بنسبة 25% بحلول عام 2025، إنما هو مناسبة مهمة لتأكيد دور دولة الإمارات العربية المتحدة في صياغة أهداف التنمية العالمية، وتأصيل موقعها المتميز في تحديد بنود الأجندة العالمية، ليس في مجال الصحة والتنمية فقط، ولكن في المجالات كافة من دون استثناء. وهذه المكانة العالمية للإمارات تزداد ترسخاً وأهمية باستضافتها لهذا المنتدى العالمي، وذلك في ظل عدد من المعطيات: أولها، الأهمية الاستراتيجية للمنتدى نفسه، التي تنطلق من الانعكاسات الخطيرة للأمراض غير المعدية على المجتمعات. فوفق «منظمة الصحة العالمية» فإن هذه الأمراض مسؤولة عن ثلثي عدد الوفيات في العالم سنوياً. هذا إلى جانب ما ينتج عن هذه الأمراض من أضرار اقتصادية بضحاياها وأسرهم ومجتمعاتهم. ثانيها، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بذلت جهوداً حثيثة وحققت إنجازات مهمة في مواجهة الأمراض غير المعدية على مدار السنوات الماضية، ومن ثمّ فإن تنظيم مثل هذه المنتديات يمنحها فرصة تصدير خبرتها إلى العالم وزيادة ثقل دورها الدولي. ثالثها، أن المنتدى حضره عدد كبير من المسؤولين الحكوميين وممثلي المنظمات والهيئات الدولية المعنية بمكافحة الأمراض حول العالم، ما يمنحه، ومن ثم يمنح الإمارات، فرصة المساهمة في إيجاد حلول وقواعد عمل مشتركة وصالحة للتطبيق على مستوى العالم في هذا المجال بذاته، وفي مجالات التنمية كافة المرتبطة به أيضاً. ـ ـ ــ ـ ــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.