توضح الهجمات الإرهابية الرهيبة التي وقعت في بروكسل أن الرئيس أوباما فشل في حماية الغرب من التهديد المتزايد لتنظيم «داعش»، والذي انتشر في عهده بجميع أنحاء الشرق الأوسط، علاوة على القيام بضربات في المدن الغربية بانتظام مقزز. وفي هذا الصدد تقول صحيفة واشنطن بوست: «لقد أكد تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجمات في بيان بثه على موقع إلكتروني يُعتقد أنه قريب من الجماعة المتطرفة. وجاء في الرسالة أن بلجيكا كانت مستهدفة لاشتراكها في التحالف الدولي الذي يقاتل «داعش». وإذا تأكد ارتباط داعش، فإن هذا سيمثل ضربة قاتلة أخرى في أقل من أسبوع من التفجير الانتحاري الذي وقع في اسطنبول وأودى بحياة خمسة أشخاص، اثنان منهم يحملان جنسية أميركية – إسرائيلية مزدوجة. ومع ذلك فإن الرئيس، كما جاء في مقابلته مؤخراً مع «جيفري جولدبيرج» من مجلة «ذا أتلانتيك»، يُصر على أن بإمكاننا مغادرة الشرق الأوسط. لقد فشل أوباما في تعلم دروس ليس فقط 11سبتمبر، بل أيضاً باريس وسان بيرناردو واسطنبول والآن بلجيكا. ومن ناحية أخرى، ذكر السيناتور «الجمهوري» تيد كروز، في اليوم الذي أعقب حديثه أمام المؤتمر السياسي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية «إيباك»، لعدد من الصحفيين أن«هذه الهجمات ستستمر حتى تتم هزيمة داعش». وانتقد الرئيس في رفضه الاعتراف بطبيعة التهديد الذي نواجهه، ودعا مرة أخرى إلى اتخاذ إجراءات مثل وقف دخول اللاجئين السوريين وإعادة فحص برنامج الإعفاء من التأشيرة. وفي حين أن خططه لهزيمة «داعش» تتضمن تكثيف القصف وتسليح الأكراد، إلا أنه الآن يضع ضمن وصفاته السياسية ضرورة تضمين قوات برية. وأكد أيضاً على أن أوباما يجب أن يعود من كوبا أو أن يذهب إلى بروكسل بدلا من الاستمرار في «التذلل» لكاسترو. وانتهز «كروز» الفرصة لسحق دونالد ترامب. وقال (من اللافت للنظر أنه بعد يوم من دعوة دونالد ترامب لإضعاف «الناتو»، والانسحاب من الحلف، نرى بروكسل، وهي المقر الرئيسي لـ«الناتو» تتعرض لهجوم إرهابي متطرف. وأضاف أن «دونالد ترامب مخطئ في أن أميركا يجب أن تنسحب من العالم وتتخلى عن حلفائنا. إن دونالد ترامب مخطئ في أن أميركا يجب أن تنسحب من أوروبا ومن"الناتو"، وتمنح بوتين نصراً كبيراً يمنحه بدوره لداعش). وأكد «كروز» على أن نظرة «ترامب» المستقبلية تشبه نظرة السياسيين اليساريين بدءاً من جيمي كارتر وحتى وزير الخارجية جون كيري، والذين أعطاهم «ترامب» المال. وبسؤاله عما إذا كان «ترامب» يعتزم إعادة صياغة السياسة الخارجية لـ«الجمهوريين»، قال «كروز»: «لا أعتقد أن لديه ما يكفي من المعرفة لإعادة صياغة سياسة خارجية للمحافظين». وواصل «كروز» انتقاده لترامب قائلاً إنه في حين أن «ترامب» يبدو غاضباً وقاسياً، إلا أنه في الجوهر «ضعيف» و«يؤمن بالانعزالية». وفي حين أن المأساة في بروكسل هي تذكير أكبر للدولة بمخاطر الإرهاب وفشل السياسة الخارجية لأوباما وكيري وكيلنتون، إلا أنها أيضاً تمثل فرصة لـ«كروز»، وربما أفضل فرصة على الإطلاق، للإشارة إلى أن ترامب سيكون أسوأ من أوباما. جنيفر روبين* *كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»