طغيان الهوية الطائفية في العراق.. وامرأة على رأس الأمم المتحدة «نيويورك تايمز» تحت عنوان «السباق على إدارة الأمم المتحدة»، نشرت «نيويورك تايمز» يوم السبت الماضي افتتاحية استهلتها بالقول إن في مدى الأعوام السبعين الماضية، يشغل منصب أمين عام الأمم المتحدة من هو مهتم بشغل الوظيفة، ومن يحصل في الوقت ذاته على ترشيح الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي. المجلس اختار الآن القائمة النهائية للشخصيات المرشحة، التي سيتم طرحها على الجمعية العامة للأمم المتحدة. الصحيفة تستغرب من أن هذه العملية الغامضة لاختيار واحد من أهم القيادات العالمية تتم منذ عقود، دون أن يعترض عليها أحد. يبدو أن هذا الأمر لن يستمر، فالسباق على اختيار من يخلف الأمين العام الحالي «بان كي مون»، الذي سيترك منصبه نهاية العام الجاري، سيكون مختلفاً عن جولات سابقة لاختيار الدبلوماسي رقم واحد في العالم. ومع إصرار بعض الدول الصغيرة، التي عادة لا يكون لها نفوذ في اختيار شخص الأمين العام، طلبت الأمم المتحدة من الدول التي ترغب في تسمية مرشح بعينه أن تفصح عنه صراحة. وتقول الصحيفة: إنه خلال الأسبوع المقبل سيكون لدى دبلوماسيين من 193 دولة الفرصة لمناقشة ترشيح أربع سيدات وأربعة رجال للمنصب. وتشير الصحيفة إلى أن من بين المترشحين للمنصب خمسة موظفين سابقين في الأمم المتحدة، من بينهم رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة «هيلين كلارك»، التي ترأست البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة منذ العام 2009، والبلغارية «إيرينا بوكوفا»، التي تترأس منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو». ومن المرشحين أيضاً البرتغالي «أنطونيو مانويل أوليفييرا»، الذي شغل طويلاً منصب مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويندرج ضمن قائمة المرشحين، «دانيلو تورك»، وهو مساعد سابق للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس سلوفينيا خلال الفترة من 2007 إلى 2012. و«سيوجيان كيريم» من مقدونيا، وزير خارجية مقدونيا السابق وسفيرها في الأمم المتحدة. ومن بين المرشحين، «فيسينا بوسيك» وزيرة الخارجية الكرواتية السابقة، وناتاليا غيرمان، وهي دبلوماسية سابقة من مولدوفا، و«إيجور لوكسيك» وزير خارجية مونتينجوري. معظم المرشحين من أوروبا الشرقية، لأنه من المفترض أن يحل الدور على هذه المنطقة لشغل المناصب العليا في المنظمة الدولية. وثمة ضغوط على مجلس الأمن الدولي، تدفع باتجاه اختيار سيدة لشغل منصب أمين عام الأمم المتحدة، فلم يسبق لسيدة أن تبوأت المنصب الأعلى في المنظمة الدولية. مجلس الأمن الدولي سيفحص أسماء المرشحين في يوليو المقبل، على أن يتم اختيار مرشح واحد نهاية العام الجاري. الأمين العام المقبل سيواجه سلسلة من التحديات التي تحتاج عزيمة قوية، وتتطلب قدرة كبيرة على القيادة. فالأمم المتحدة بحاجة للعب دور فاعل في إنهاء الحرب في سوريا وليبيا واليمن. «كريستيان ساينس مونيتور» من جانبها، نشرت «كريستيان ساينس مونيتور» أول أمس افتتاحية، استنتجت خلالها أنه لأول مرة منذ 70 عاماً يتسنى لجميع أعضاء الأمم المتحدة إبداء رأيهم في ترشيح 8 أعضاء لشغل منصب أمين عام الأمم المتحدة، وهي خطوة تراها الصحيفة جيدة، حيث حولت أمراً يتم عادة في السر إلى عملية أكثر شفافية. وعملية الترشيح هذه المرة تنطوي على قيم إيجابية مثل الاحتواء والشفافية والانفتاح، ما قد يساعد الأمم المتحدة على استعادة نفوذها، بدلاً من أن يتم تهميشها وتقييد دورها في صياغة مستقبل البشرية. وترجيح اختيار امرأة لشغل منصب أمين عام الأمم المتحدة، يعني تعويلاً على دور المرأة في حل النزاعات، وتكثيف دورها في عمليات حفظ السلام. وإذا كان اختيار امرأة للمنصب لا يضمن إجراء إصلاحات كبيرة في الأمم المتحدة، فإنه على الأقل يرمز لتغيرات في المجتمع العالمي ويبث أجواء من الطموح تحفز نساء آخرين على التميز. وتشير الصحيفة إلى أن نسبة النساء ممن شغلن مناصب في الجهاز البيروقراطي للأمم المتحدة قد ارتفع الآن من 4 في المئة خلال تسعينيات القرن الماضي، إلى 20 في المئة. «واشنطن بوست» في مقالهما المنشور، أول أمس بـ«واشنطن بوست»، وتحت عنوان «لماذا خشي العراقيون الذين عاشوا تحت سيطرة داعش من محرريهم من قبضة التنظيم؟» استنتج «منقذ الداغر»، مدير شركة IIACSSلأبحاث السوق، و«كارل كالتينثيلر» أستاذ العلوم السياسية في جامعة «أكرون» الأميركية، أن في الوقت الذي يتحرك الجيش العراقي وحلفاؤه لاستعادة المدن العراقية السُنية التي سيطر عليها «داعش»، نجد أن معظم العراقيين السُنة يخشون القوات التي حررتهم من هذا التنظيم الإرهابي، ولا يثقون بها. كاتبا المقال طرحا تساؤلاً مؤداه: ماذا يريد غالبية العراقيين لضمان مستقبل بلدهم؟ دراسة أجريت حديثاً سلط عليها الكاتبان الضوء، ونتائجها تتمثل في أن العراق بات مقسماً عبر خطوط طائفية. الدراسة استندت إلى استطلاع أجرته شركة عراقية متخصصة استخدمت عينات بأسس علمية، وتضمنت مناطق يسيطر عليها تنظيم «داعش» منذ 2014. الاستطلاع تم إجراؤه خلال الشهور القليلة الماضية، وأثبت أن الشيعة والسُنة ينظرون إلى المشهد الأمني في بلادهم بمناظير مختلفة، وكل فصيل لديه منظار ملون بلون طائفي، أي أن المشهد تتم رؤيته وفق هوية طائفية. الاستطلاع رصد في فبراير الماضي إفادات من العرب السُنة في الموصل- ثاني أكبر المدن العراقية- يفصحون خلالها عن تخوفهم من القوات العراقية التي تقوم بتحريرهم من «داعش»، و47 في المئة من سكان الموصل العرب المشاركين في الاستطلاع لا يريدون أن يقوم الجيش العراقي بتحريرهم، لكن عدم الثقة في الجيش العراقي تطغى عليها عدم الثقة في الميليشيات الشيعية وعناصر«البشمرجة» الكردية، وضمن هذا الإطار رفض 100% من عينة تضم 120 شخصاً من الموصل أن يتم تحريرهم بوساطة ميليشيات شيعية أو كردية. وعلى نطاق أوسع، أظهرت مخرجات الاستطلاع أن سُنة العراق يرون أن الحكومة، التي يهيمن عليها الشيعة، تعاملهم بطريقة غير عادلة. إعداد: طه حسيب