هل ستختار هيلاري كلينتون السيناتور «شرود براون» للترشح على بطاقة نائب الرئيس لكسب ولايته أوهايو، أم سيقع اختيارها على السيناتور «إليزابيث وارين»، صاحبة التصريحات النارية التي تنتمي إلى «اليسار الديموقراطي»، كي تشعل حماسة أنصار «بيرني ساندرز»؟ وهل سيفاتح دونالد ترامب السيناتور «ماركو روبيو» في محاولة لنيل تأييد ناخبي فلوريدا؟ إن عملية اختيار نائب الرئيس ذات أهمية كبيرة، ولكن ليس بسبب الاعتبارات التكتيكية التي يفضل الأشخاص المطلعون الحديث عنها، فمثلما تشير محامية سانت لويس «جويل جولدشتاين»، في كتابها الجديد، «إن منصب نائب الرئيس اتخذ بعداً مهماً في الحكم خلال العقود الأربع الماضية». وكان نائبا الرئيس، «جو بايدن» و«ديك تشيني» لاعبين مهمين في واشنطن وفي أنحاء العالم، ورغم ذلك لم يلعبا أي دور في تصويت ولايتيهما «ديلوار» و«وايومنج» لمصلحة باراك أوباما وجورج بوش. وأوضحت «جولدشتاين» في حوار صحافي: «إن السؤال المناسب الذي يجب أن نطرحه الآن يتعلق بالحكم، وهو: هل يمكن أن يتعامل الشخص الذي يقع عليه الاختيار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو يتفاوض مع قادة الكونجرس؟ وهل يمكن أن يتعامل على أساس متساوٍ مع هيلاري كلينتون أو بوب جيتس أو كولين باول ودونالد رامسفيلد؟». ولعل هذا هو الخط الفاصل الأكثر أهمية من أي تأثير على الخارطة الانتخابية. ولا أحد يشك في أن «تشيني» أو «بايدن» مارسا تأثيراً ضخماً في إدارتيهما. وربما يتناقض ذلك تماماً مع الأوقات السابقة، ففي ستينيات القرن الماضي كان «الديمقراطيان» «ليندون جونسون» و«هوبرت هامفري» ملولين وفي بعض الأحيان مهانين كنائبي رئيس، ثم تولى «الجمهوري» «سبيرو أجنيو» المنصب وهوى به إلى تراجعات جديدة في عام 1973، عندما قبل الحصول على رشى واضطر إلى الاستقالة. (وبعد عام تنحى رئيسه ريتشارد نيكسون، الذي كان نائباً غير مؤثر للرئيس دوايت أيزنهاور في الخمسينيات). ولم يتغير وضع منصب نائب الرئيس إلا في عام 1976 مع صعود «والتر موندال» نائب الرئيس جيمي كارتر، وحتى الآن يُشار إلى دور نائب الرئيس بـ«نموذج موندال». وأفاد «ديك موي»، الذي كان رئيس الموظفين لدى «موندال»، بأن الرئيس «كارتر» ونائبه رسخا مفهوماً مختلفاً تماماً لمنصب نائب الرئيس، وأصبح موندال مستشاراً رئاسياً مؤثراً له حق وصول غير مسبوق للرئيس، والحصول على كل المعلومات، بحسب «موي». وأخبر «كارتر» موظفي الرئاسة أن يعاملوا أي طلب من نائب الرئيس كما لو كان طلباً منه شخصياً، ونقل مكتب «موندال» إلى الجناح الغربي في البيت الأبيض بالقرب من المكتب البيضاوي، وفي السابق كان نواب الرؤساء يعملون في مبنى إداري بجوار البيت الأبيض. واستمر نموذج «موندال»، ونواب الرئيس الخمس الذين أعقبوه كان لهم تأثير كبير ومكاتب في الجناح الغربي. وكان جورج بوش الأب مستشاراً مهماً من خلف الكواليس للرئيس رونالد ريجان، وكان آل جور صاحب تأثير معلن في إدارة الرئيس بيل كلينتون. وأما «دان كايل» فاشتهر بكونه «خفيف الوزن» لكنه أيضاً اضطلع بمهام حساسة ومهمة، وبعد أن حنث الرئيس «بوش الأب» في وعده بعدم فرض ضرائب جديدة، كان «كايل» هو من مد الجسور وأبرم الصفقات مع «الجمهوريين» الغاضبين في الكونجرس، ودفع «تشيني» بسياسات الأمن القومي أثناء الفترة الأولى من إدارة جورج بوش الابن. وربما اجتازت علاقة أوباما وبايدن اختبارات فشل فيها آخرون، فأثناء الحملة الانتخابية عام 2012، على سبيل المثال، أيد بايدن زواج المثليين رغم رفض أوباما. ولكن بعد وقت قصير عادت العلاقة بينهما أكثر قوة. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»