بين اختراق كلينتون السياسي.. وإرث «محمد علي كلاي» الرياضي حرييت ديلي نيوز صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية نشرت ضمن عددها لأمس الخميس مقالًا لمصطفى عايدين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قادر هاس في إسطنبول، لفت فيه إلى الصعود المتزايد لأحزاب اليمين المتطرف عبر أوروبا مستغلةً عوامل من قبيل أزمة اللاجئين، والجدل حول إمكانية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتفاقم المشاكل الاقتصادية. ولعل أحدث مثال على ذلك هو الإنجاز الذي حققه في الانتخابات الرئاسية النمساوية مؤخراً نوبرت هوفر من «حزب الحرية» اليميني المتطرف، الذي انهزم بهامش بسيط أمام تحالف شُكِّل في اللحظة الأخيرة من قبل بقية أحزاب البلاد. ويرى الكاتب أن خسارة هوفر في الأخير بهامش صغير جداً -أقل من 31 ألف صوت- تمثل مؤشراً آخر لفشل الأحزاب السياسية التقليدية، ليس في النمسا فحسب ولكن في كل أوروبا، في تحقيق توقعات الناس وطموحاتهم منذ نهاية الحرب الباردة، معتبراً أن حملة هوفر تشبه إلى حد كبير حملات نظرائه الشعبويين من بلدان أوروبية أخرى مثل المجر وبولندا والسويد وسويسرا واليونان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، حيث عرفت أحزاب اليمين المتطرف مؤخراً صعوداً عبر معظم مناطق القارة العجوز. وعن أسباب هذا الصعود المتزايد، يقول الكاتب إن القلق المتزايد بسبب الهجرة والإحباط المتفاقم إزاء الاتحاد الأوروبي، وخاصة عقب أزمة اليورو، خلقا بدون شك خزاناً كبيراً من مشاعر السخط والاستياء تستمد منه الأحزاب الشعبوية دعمها. على أن الأخطر من ذلك، يتابع عايدين، هو أن هذه الأحزاب تخلق حراكاً من أجل مزيد من القومية والتشكيك في مشروع الوحدة الأوروبية والمشاعر المعادية للهجرة عبر القارة، مضيفاً أن شعبيتها ونجاحاتها الانتخابية المتزايدة تدفع بعد ذلك الأحزاب التقليدية نحو الأفكار الشعبوية، وبذلك فإنها تنجح حتى بدون أن تصل إلى السلطة. عايدين أشار على سبيل المثال إلى صعود «حزب الاستقلال» في بريطانيا و«حزب البديل من أجل ألمانيا» و«حزب الجبهة الوطنية» في فرنسا، وكيف أخذت هذه الأحزاب تؤثر على السياسات العامة للحكومات في بلدانها بسبب تعاظم قوتها، ولكن هذه ليست ظواهر معزولة لأنها تتكرر عبر أوروبا والعالم، يقول الكاتب، الذي يضيف أن خطابها الشعبوي يتحول بسرعة إلى تطرف، وهو ما يتنافى ليس مع القيم والمبادئ الأوروبية فحسب، ولكن أيضاً مع الأخلاقيات الديموقراطية الليبرالية عبر العالم. تورونتو ستار صحيفة «تورونتو ستار» الكندية أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على نجاح هيلاري كلينتون في الحصول على العدد الكافي من المندوبين من أجل نيل ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، لتصبح بذلك كلينتون «المرشحة الديموقراطية المفترضة». هذا الإنجاز الذي احتفلت به كلينتون وأنصارها يوم الثلاثاء أتى بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها في الانتخابات التمهيدية بولايات كاليفورنيا ونيوجيرسي ونيومكسيكو وساوث داكوتا. وباعتبارها المرشحة الديموقراطية المفترضة، فإنها أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة يقع عليها اختيار حزب سياسي رئيسي لتكون مرشحته في الانتخابات الرئاسية. وعلى أهمية هذا الإنجاز، تقول الصحيفة، إلا أنه سيبهت من حيث الأهمية إذا لم تحقق كلينتون اختراقاً أكبر وأهم وتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة، معتبرة أنه من المهم بشكل خاص أن تنجح في ذلك بالنظر إلى البديل الخطير: فوز دونالد ترامب. فنظراً لتعصبه ودعمه الصريح للعنف، تقول الصحيفة، فإن منافس كلينتون الجمهوري غير مؤهل كلياً لشغل أي منصب عام، ناهيك عن أقوى منصب في العالم. الصحيفة تؤكد أن انتخابات 2016 الرئاسية ستكون لها تداعيات كبيرة جداً. فمن جهة، هناك كلينتون، المدافعة القوية عن حقوق النساء، ووزيرة الخارجية وعضو مجلس الشيوخ والسيدة الأولى السابقة التي كانت مستشارة سياسية رئيسية خلال رئاسة زوجها. ومن جهة ثانية، هناك ترامب، رجل الأعمال المثير للجدل، المتبجح والمعادي للمثقفين، والذي لم يسبق له أن شغل أي منصب عام في حياته، وهو رجل قلما أدلى بتصريح سياسي ولم يأت بفعل أو قول يناقضه في غضون أيام، أو حتى ساعات، كما تقول. وترى الصحيفة أنه على رغم أن استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر تقدماً طفيفاً لكلينتون، فإن هذا السباق الاستثنائي يمكن أن يميل إلى أي من الجانبين، مشددة على ضرورة أن تواصل كلينتون السباق حتى البيت الأبيض لأن الولايات المتحدة، بل العالم، في حاجة لتعاطفها وخبرتها وحكمتها، ولكن أيضاً «لأن البديل مخيف جداً». سيدني مورنينج هيرالد ضمن افتتاحية عددها ليوم الاثنين، كتبت صحيفة «سيدني مورنينج هيرالد» الأسترالية حول وفاة أسطورة الملاكمة العالمية محمد علي كلاي، المتوج ببطولة العالم في الوزن الثقيل عدة مرات، الذي وافته المنية الأسبوع الماضي عن عمر ناهز 74 عاماً في مدينة فينيكس بولاية أريزونا. وقالت إن كلاي، الذي ولد في الفقر في ولاية كنتاكي الأميركية، جسّد «الحلم الأميركي»، والمقصود به تلك الفكرة التي تقول بأن أي شخص يمكنه النجاح، على رغم كل الظروف الصعبة الكثيرة، وما أكثرها بالنسبة للأقليات في أميركا في تلك الخمسينيات والستينيات البعيدة. وخلف كلاي تركة خالدة بين الرياضيين الأميركيين الأفارقة. وقد قال في حقه الرئيس أوباما بعد وفاته الأسبوع الماضي إنه «رجل حارب من أجلنا»، مضيفاً «لقد وقف مع كينج ومانديلا، ووقف عندما كان الوقوف صعباً، وتحدث عندما كان الآخرون يؤثرون الصمت». ثم تحدى كلاي نفسه والمرض مرة أخرى حين قام، هو الذي تلقى آلاف الضربات على رأسه خلال مشواره الرياضي ويصارع مرض باركينسون (الشلل الرعاشي)، بإشعال الشعلة الأولمبية في ألعاب أطلنطا الأولمبية في 1996. وعلى مدى العشرين عاماً التالية واصل كلاي الصراع ولم يستسلم للمرض سوى الأسبوع الماضي. محمد وقيف