وفقاً للحكمة التقليدية، يعتبر جيل الألفية كسولاً وأنانياً، وعادة ما ينتظر حتى آخر لحظة تقريباً لإنجاز أي شيء مهم لكنه مثير للضجر. وفي بريطانيا، ربما يكون جزء كبير من الصورة النمطية غير بعيد عن الواقع. وفي مساء يوم الثلاثاء الماضي، فات الآلاف من الشباب البريطانيين الموعد النهائي للتسجيل للمشاركة في الاستفتاء الذي تجريه البلاد حول ما إذا كانت ستظل أو تغادر الاتحاد الأوروبي بعد حدوث ارتفاع هائل في الازدحام الناتج عن انهيار موعد التسجيل الذي تديره الحكومة. فقد بدأت الخوادم (السيرفرات) في التعطل قبل وقت قصير من منتصف الليل، حيث بلغ الازدحام على التسجيل في الموقع ذروته مع دخول أكثر من 200 ألف زائر في الساعة. وتلقى الكثير من الزائرين رسائل تفيد بحدوث خطأ فني. وفي غضون خمس دقائق قبل منتصف الليل، ظل 26 ألف شخص على الموقع، وتأخر 20 ألفاً آخرين لما بعد منتصف الليل بدقيقة، ما يعني أنهم لم يلحقوا بالموعد النهائي للتسجيل. وذكرت الحكومة البريطانية أن «الطلب غير المسبوق» هو السبب في انهيار الخادم، لكن السبب الأساسي يكمن على ما يبدو في شباب الناخبين الذين أجلوا القيام بعملية التسجيل حتى اليوم الأخير. وكان معظم الـ500 ألف ناخب المحتملين الذين تقدموا للتصويت يوم الثلاثاء الماضي تحت سن الـ34. ولمزيد من التوضيح لهذه الفجوة العمرية، فإن ما يقرب من 132 ألفاً منهم كانوا دون الـ25 من العمر، مقارنة بـ 12 ألفاً ممن تتراوح أعمارهم بين 65 و74. وبعبارة أخرى، فإن الناخبين الأكبر سناً قاموا بالتسجيل في وقت مبكر من الموعد النهائي للتصويت على ما يسمى بالـ«خروج البريطاني». ويمكن لمشاكل أخرى غير متوقعة أن تمنع البريطانيين من الإدلاء بأصواتهم في استفتاء 23 يونيو. ويوم الثلاثاء الماضي، تبين أن عمال بريد ألمان ألقوا بمغلفات مدفوعة مسبقاً ومرسلة إلى مواطنين بريطانيين يقيمون في الخارج. لكن المماطلين الذين فاتهم عن غير قصد الموعد النهائي يوم الثلاثاء الماضي سيحصلون على فرصة ثانية. فقد قامت الحكومة يوم الأربعاء الماضي بمد الموعد النهائي للتسجيل لمدة 48 ساعة حتى مساء الخميس. هنري جونسون* *محلل سياسي أميركي *ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»