قيم الولاء والانتماء الراسخة
يواصل أبناء الإمارات يوماً بعد يوم، تقديم الأدلة الدامغة على مدى حبهم وانتمائهم إلى هذا الوطن الغالي، وعظيم ولائهم ووفائهم لقيادتنا الرشيدة التي وضعت نصب عينيها منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في عهد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، رخاء المواطن وسعادته وتنميته وتمكينه غايةً أسمى لإطلاق مسيرة الاتحاد. واليوم، وفي وقت ترجمت فيه قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، رؤى السلف الحكيمة نهجاً رائداً عبرت من خلاله بشعب الإمارات ليُتوج كأحد أسعد شعوب المعمورة، يتسابق أبناء وبنات الإمارات في جميع ميادين الحياة والعلم والعمل والتضحية لردّ الجميل إلى وطنهم، مسطرين عبر التفافهم خلف قيادتهم وتفانيهم في خدمة دولتهم وصون مكتسباتها، ملحمة وطنية عزّ نظيرها أبهرت القاصي والداني بما زخرت به من قوة التلاحم والتعاضد في «بيت متوحد» عصيٍّ على كل مكائد وشرور الفتن.
ولا يختلف اثنان على أن ميدان الخدمة العسكرية كان ولا يزال، أحد أنبل الميادين التي يبرهن فيها أبناء الإمارات وبناتها كلّ يوم على إيمانهم بقيم حب الوطن والتفاني في خدمته، والتضحية بالأرواح وبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل الذود عنها والدفاع عن مكتسباتها. وقد جاء قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية الاتحادي الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في يونيو من عام 2014، تأكيداً لما ورد في المادة 43 من دستور دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تنص على أن الدفاع عن الاتحاد فرض مقدس على كل مواطن وأداء الخدمة العسكرية شرف للمواطنين ينظمه القانون، وما وازاه وتلاه من ترحيب شعبي كبير والتفاف حقيقي أبداه أبناء الإمارات حول هذا القرار، ليعكس بكل فخر المعدن الأصيل للشعب الإماراتي الوفي لوطنه وقيادته والمستعد دوماً، من دون أي تردد، لتلبية النداء المقدس للمشاركة في قواتنا المسلحة درع الوطن الحامي لسيادته ومكتسباته.
وفي مارس الماضي، عندما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة، ممثلة بهيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، عن زيادة المدة القانونية للخدمة الوطنية، للمواطنين الذكور والإناث من حملة شهادة الثانوية العامة فأعلى، لتصبح 12 شهراً بدلاً من 9 أشهر، شهد القرار تفاعلاً إيجابياً واسعاً من قبل أبناء الوطن، الذين ثمّنوا فرصة قضاء فترة أطول في الخدمة، واكتساب القيم وتنمية المهارات البدنية والعسكرية التي تصنع المواطنات والمواطنين الأقوياء، الذين تحتاج إليهم الإمارات في مسيرتها التنموية الطموحة.
وممّا سيخلده التاريخ أن أبناء الإمارات ضربوا أروع الأمثلة في حب الوطن والاستعداد لتلبية ندائه، حيث إن بعض الذين لا تنطبق عليهم شروط أداء الخدمة العسكرية لتجاوزهم سن الثلاثين، طالبوا بإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في هذه الخدمة، ولا ينبع هذا الحرص على الالتحاق بمدارس الرجولة والعزة والشرف من انتماء المواطن الإماراتي الكبير لوطنه، وثقته المطلقة بقيادته الرشيدة وولائه التام لقراراتها كافة وحسب، بل هو دليل صارخ أيضاً على مدى وعي وإدراك المواطنين للمخاطر والتحديات التي تتربص بدولتهم وأمتهم، ولا برهان أبلغ على ذلك، من تلاحم شعب الإمارات خلف قيادته الرشيدة عندما ارتأت ضرورة تلبية نداء الشعب اليمني الشقيق، حيث قدمت الإمارات، ضمن صفوف التحالف العربي، كوكبة من الشهداء الأبطال الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في ميادين الواجب والعزة والشرف، لتبقى راية الإمارات شامخة بالمجد حاضراً ومستقبلاً.
ـ ــ ـ ــ ــ
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.