بين تطورات التجاذب التركي الروسي.. وتحديات ما بعد الاستفتاء البريطاني حرييت ديلي نيوز صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية نشرت، ضمن عددها لأمس الخميس، مقالًا للمحلل السياسي التركي مراد يتكن سلّط فيه الضوء على تطورات ملف العلاقات التركية الروسية في ضوء رسالتي التهنئة اللتين بعث بهما كل من الرئيس ورئيس الوزراء التركيين إلى نظيريهما الروسيين بمناسبة العيد الوطني لروسيا، خطوة رأى فيها البعض رغبة تركية في طي صفحة الخلاف بين أنقرة وموسكو، بينما اعتبرها البعض عرفاً دبلوماسياً عادياً بين الدول لا يكتسي بالضرورة أية دلالة سياسية. الصحيفة قالت إن كلًا من أنقرة وموسكو تقولان إنهما تريدان رؤية عودة العلاقات الثنائية إلى وضعها الطبيعي، غير أن فلاديمير بوتين يشدد على أن ثمة شرطاً واحداً لذلك: اعتذار من الجانب التركي وتعويضات لعائلة الطيار. وفي المقابل، يؤكد رجب طيب أردوغان أن تركيا لن تعتذر عن الدفاع عن حدودها، ولاسيما بعد أن أصدرت تحذيرات متكررة. ولكن أردوغان قال أيضاً إنه لا يستطيع أن يصدّق أن رد فعل صديقه بوتين كان قوياً لهذه الدرجة على «خطأ» للطيار. وبعد أن أوّلت بعض وكالات الأنباء الجملة الفضفاضة على أن المقصود بها خطأ الطيار التركي وهو يضرب الطائرة الروسية، أبلغت «مصادر من الرئاسة» التركية وسائل الإعلام التركية أن أردوغان كان يقصد الطيار الروسي. الكاتب يرى أنه لا يوجد بعد أي مؤشر على تليين للموقف السياسي سواء من طرف تركيا أو روسيا، مضيفاً أن اعتذاراً من أردوغان لن يكون أمراً سهلًا. ثم ختم مقاله بالقول إنه لا ينبغي توقع أي تطبيع في العلاقات التركية- الروسية قريباً، اللهم إلا إذا كانت ثمة تحولات سياسية جذرية في أنقرة أو موسكو أو كليهما معاً. ذا تورونتو ستار ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، علّقت صحيفة «ذا تورونتو ستار» الكندية على رد الرئيس الأميركي باراك أوباما على تعليق المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب على إطلاق النار الذي وقع في ملهى ليلي بمدينة أورلاندو الأميركية يوم الأحد، فقالت إن خطاب ترامب البغيض حول هذه المأساة كان يحتاج لرد قوي، لافتة إلى أن ترامب، الذي يُعتبر صديقاً للوبي حيازة السلاح في أميركا، لم يتطرق لموضوع مراقبة السلاح في خطابه، ولم يندد بمعاداة المثليين التي يبدو أنها دفعت عمر متين إلى قتل 49 شخصاً وإصابة عدد أكبر في نادي «بالس» الليلي. كما أنه لم يدعُ إلى الهدوء أو الوحدة.، وإنما سعى جاهداً إلى نشر الخوف والفرقة. الصحيفة قالت إن ترامب زعم أن أوباما ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون يضعان «اللياقة السياسية» قبل الأمن من خلال رفضهما وصف ذاك الهجوم بأنه «إرهاب إسلامي راديكالي»، مكرراً رغبته غير الأخلاقية والمستحيلة في منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وفي معرض رده على هذه التصريحات، أكد الرئيس الأميركي، وبدون أن يشير إلى ترامب بالاسم، على أنه لم يحدث أبداً أن «الرئيس لم يكن قادراً على اتباع استراتيجية لأننا لم نستعمل وصف الإسلام الراديكالي»، مضيفاً «كما لم يحدث أبداً أن قال أحد مستشاري: إذا استعملنا تلك العبارة، فإننا سنقلب الأمر كله رأساً على عقب، أبداً». توضيحات أوباما المهمة جعلت مغالطات ترامب تبدو هزلية، تقول الصحيفة. ولهذا، كان من المهم أن يبين بعد ذلك الأخطار الممكنة فقال: «لقد مررنا بلحظات في تاريخنا من قبل تصرّفنا فيها انطلاقاً من الخوف، ثم ندمنا عليها. فقد رأينا حكومتنا تسيء معاملة مواطنين آخرين مثلنا، وكان ذلك جزءاً مخجلًا من تاريخنا». أوباما كان يشير ضمنياً هنا إلى ترحيل الحكومة الأميركية لأكثر من 100 ألف أميركي ياباني إلى معسكرات ظلوا محتجزين فيها خلال الحرب العالمية الثانية، وسط أجواء الارتياب والشك والتخوين التي كانت سائدة غداة هجوم «بيرل هاربر». وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن ترامب أوضح جيداً أن التصويت له في نوفمبر المقبل هو تصويت للخوف والانقسام والعنف. وقد أوضح أوباما وآخرون التكلفة الباهظة لذاك الاختيار. ولهذا، فإنه لا يمكن للأميركيين أن يقولوا إنهم لم يُحذَّروا من خطر خطاب ترامب! ذا هيندو صحيفة «ذا هيندو» الهندية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للحديث عن الاستفتاء المرتقب في بريطانيا حول البقاء في الاتحاد الأوروبي، المقرر في الثالث والعشرين من هذا الشهر. وهو الاستفتاء الثاني من نوعه منذ 41 عاماً، استفتاء ستمتد تداعياته على مدى أجيال مقبلة. ولكن وخلافاً لتصويت 1975، عندما كان البريطانيون الذين يريدون بقاء البلاد داخل «المجموعة الاقتصادية الأوروبية» متقدمين بشكل واضح على البريطانيين الذين يريدون الخروج منها، فإن هذا الاستفتاء متقارب جداً. الصحيفة قالت إن ثمة استياء واسعاً بين الناخبين بسبب الأحكام والشروط الحالية لعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وإن قطاعات من المحافظين وسياسيي اليمين المتطرف يحاولون استغلال هذا الشعور، حيث يحاجج المعسكر المؤيد للانسحاب بأنه بسبب عضوية الاتحاد الأوروبي، لا تستطيع بريطانيا تغيير القوانين الحالية واتخاذ قرارات اقتصادية مستقرة، وأن مثل هذه القيود تكلّف البلاد اقتصادياً وتُعتبر مسؤولة جزئياً عن ارتفاع نِسب البطالة. كما يحمِّل المعسكر المؤيد للانسحاب سياسات الهجرة التي وضعها الاتحادُ مسؤوليةَ تدفق المهاجرين. ولكن الصحيفة ترى أن معظم هذه الحجج تبدو ضعيفة على اعتبار أن سيناريو ما بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد يمكن أن يجلب نتائج أسوأ بكثير. الصحيفة أضافت أن المعسكر المؤيد للانسحاب لم يقدّم بعد حججاً قوية تدعم فكرة أن الانسحاب سيكون مفيداً لبريطانيا اقتصادياً. في حين وجدت وزارة المالية أن الانسحاب من شأنه إبطاء النمو الاقتصادي، ويمكن أن يؤدي إلى خسارة 36 مليار جنيه إسترليني من الضرائب. وعلاوة على ذلك، فإن تصويتاً ضد البقاء في الاتحاد الأوروبي سيزج بالبلاد، على المدى القصير، في دوامة من الاضطرابات السياسية على اعتبار أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون سيقدم استقالته في حالة التصويت ضد البقاء في الاتحاد. كما ستكون ثمة أيضاً حالة من عدم اليقين الاقتصادي، حيث سيتعين على بريطانيا أن تعيد التفاوض حول علاقتها الجديدة مع الاتحاد الأوروبي في غضون عامين. على أن المشكلة الأكبر ستكون التجارة. ذلك أن قرابة نصف صادرات بريطانيا حالياً تذهب إلى بلدان الاتحاد. وبالتالي، فإن التأثير الاقتصادي لخسارة الحق في الوصول إلى السوق الأوروبية المشتركة سيكون كبيراً جداً. إعداد: محمد وقيف