يبدو أن روح حركات «احتلوا وول ستريت» و«حياة السود تهم» قد أصابت «الديمقراطيين» في مجلس النواب. وتتجلى مظاهر هذه الروح في إحداث جلبة، والجلوس على الأرض، واستخدام الإنترنت عندما يطفئ رئيس مجلس النواب شبكة التلفاز المخصصة للتغطية المستمرة للاجتماعات، وفقاً لمتطلبات قواعد المجلس، وجذب اهتمام وسائل الإعلام، وتجنب جماعات الضغط والناخبين من خلال الجلوس على الأرض وإطلاق شعارات التحدي، والتجمع مع زملائهم «الديمقراطيين» لبعض الوقت. كما تتجلى أيضا في التنعم في المديح، حيث تتغنى الجماعات اليسارية بالإشادة بك، وأن تجعل أصدقاءك في وسائل الإعلام «اليسارية» يمضون الساعات، وهم يأخذونك على محمل الجد. وبعد ذلك، مارست الأغلبية «الجمهورية» سلطتها، ومررت مشروع قانون «فيروس زيكا»، وأطفأت الأنوار، وذهبت إلى المنزل. لقد أمضيت 16 عاماً في الأقلية أعمل كل يوم لخلق أغلبية. وقد أدى هذا إلى الكثير من التوتر الخلاق مع رؤساء مجلس النواب من «الديمقراطيين». وقد كتب «ديك» و«لين» تشيني كتاباً رائعا بعنوان «ملوك كابيتول هيل»، يدور حول القادة الذين سيطروا على مجلس النواب. وأظهرا أن أعضاء حزب الأقلية يمكنهم بشكل خلاق المعارضة وإحداث الضجيج وجذب الانتباه - طالما أنهم يتذكرون أنهم أقلية. وكان «بوب مايكل»، الزعيم «الجمهوري»، يذكرني بأنه، في النهاية، يمكن للأغلبية أن تسلب خيارات الأقلية. إن «بول ريان» رئيس مجلس النواب «الجمهوري» رجل شديد الذكاء ومخطط خطير جداً. فإذا عاد «الديمقراطيون»من عطلة، وهم عازمون على خلق فوضى، يستطيع رئيس المجلس بسرعة استخدام سلطة الأغلبية لجعل هذا مشروعاً مكلفاً للغاية. على سبيل المثال، يمكن للأعضاء أن يتم تغريمهم شخصياً بسبب سلوك الجلوس على الأرض الذي ينتهك القواعد. وينبغي على «الديمقراطيين» دراسة فصل في كتاب «تشيني» يدور حول «توماس ريد»، أول رئيس حديث. وقد استخدم «ريد»، وهو جمهوري«ذات مرة رقيباً في الجيش لحبس الأعضاء في قاعة مجلس النواب حتى يحصل على ما يريد. وذات مرة قال للديمقراطيين إن عملهم الوحيد هو محاولة أن يصبحون أغلبية. ولم يكن يريد أن يعطيهم أي دور على الإطلاق في مجلس النواب. أما بالنسبة لريان، فهو أكثر عقلانية وأكثر تصالحية مما كان ريد. وما زلت أعتقد أن الأمر لن يستغرق أياماً كثيراً من الفوضى لإقناع«ريان» بفرض النظام واللياقة في قاعة المجلس. وينبغي على«الديمقراطيين» تذكر هذا فيما يخططون لعودتهم في شهر يوليو. ينشر بترتيب خاص مع خدمة«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»