لطالما برزت دولة الإمارات العربية المتحدة على الخريطة العالمية كنقطة مضيئة تشعّ خيراً وسلاماً، وتبثّ الحياة والأمل في دروب الشعوب المحتاجة والفقيرة والمنكوبة في مناطق الأزمات وبؤر الصراعات والكوارث حول المعمورة، من دون تمييز على أساس عرق أو دين أو لون أو ما عدا ذلك. فمنذ تأسيس الدولة في سبعينيات القرن الماضي، وضع الوالد القائد المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أسس نهجٍ إماراتي راسخ يجسد القيم الإسلامية والعربية الأصيلة الضاربة في عمق ثقافة المجتمع الإماراتي، وهي القيم التي تحض على التعاضد والتعاون وإغاثة الملهوف، حتى باتت الإمارات في عهده واحة عالمية للعمل الخيري، وبات الوالد زايد، رحمه الله، رمزاً للعمل الإنساني على الصعيدين العربي والعالمي بما أرساه من ثوابت عمّقت البعد الإنساني في سياسة الإمارات الخارجية وعزّزت صورتها عالمياً كمركز للعطاء الإنساني. ولقد حرصت قيادتنا الرشيدة في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على مواصلة النهج الشامخ ذاته في البذل والعطاء من أجل ضمان استقرار وكرامة الإنسان على الساحتين الإقليمية والدولية، وصولاً إلى تتويج الإمارات كنموذج عالمي للعطاء الإنساني، حيث حافظت الإمارات للعام الثالث على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الدولية قياساً بدخلها القومي، كما صنفتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لـ«منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» مؤخراً في مقدمة أكثر 10 دول عطاءً في العالم، محتلة بذلك المركز الثاني في قائمة الدول المانحة خلال عام 2015. ولم يكن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تحافظ على هذه المكانة الرائدة في مصافّ الدول الداعمة للعمل الخيري والإنساني والتنموي حول العالم، لولا التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة بإطلاق المبادرات النوعية والضخمة لغوث ومساعدة مناطق الأزمات والكوارث، وحثّ وتحفيز المنظمات الإماراتية الناشطة في مختلف ميادين العمل الإنساني والتنموي على بذل مزيد من الجهود في هذا المضمار. وضمن هذا الإطار، جاء تأكيد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، خلال ترؤس سموه مؤخراً، الاجتماع الثاني لمجلس إدارة الهيئة للعام الحالي، «مواكبة الهيئة للمستجدات على الساحة الإنسانية الدولية بالمزيد من المبادرات النوعية بفضل دعم القيادة الرشيدة، ومساندة المانحين والمتبرعين والمحسنين الذين هم خلف كل ما تحقق من إنجازات لمصلحة الشرائح والفئات التي ترعاها الهيئة داخل الدولة وخارجها». إن المكانة الرائدة المشهودة التي تحتلها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال العمل الإنساني والتنموي هي وسام شرف يفتخر به كل مواطن إماراتي يعتز بهويته وبالقيم الإماراتية العربية النبيلة، كما أنها تمثل حافزاً مهماً يشجع القائمين على مجال العمل الخيري والإنساني في الدولة على بذل مزيد من الجهود وتقديم مزيد من المبادرات المبتكرة، بغية الحفاظ على تلك المكانة التي عززت من موقع الإمارات على الخريطة العالمية كدولة تحظى باحترام وتقدير القاصي والداني شرقاً وغرباً، وفي هذا السياق أشار سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، خلال الاجتماع ذاته إلى أن «ما وصلت إليه الهيئة من ريادة وتميز في مجالات العطاء الإنساني، سيظل دافعاً لنا جميعاً لتقديم المزيد من الجهود خدمة للإنسانية، وتحقيقاً لتطلعاتها المشروعة في العيش الكريم». ــ ــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.