هيلاري «تُطمئن» اليابان.. وترامب «يزعج» كندا «يوميري تشيمبيون» في افتتاحيتها لأول أمس، وتحت عنوان «المرشحة الديموقراطية في انتخابات الرئاسة الأميركية تدعو لوحدة وطنية وعالمية»، أبدت «يوميري تشيمبيون» اليابانية ترحيبها بهيلاري كلينتون المرشحة «الديموقراطية»، مشيرة إلى أن الاختلافات بينها وبين المرشح «الجمهوري» دونالد ترامب باتت واضحة، الأخير يدعم فكرة «أميركا أولاً» بينما تدعو هيلاري إلى مزيد من التعاون الدولي على الصعيد الخارجي، وإلى المصالحة الداخلية بين الأطياف السياسية في الولايات المتحدة. وحسب الصحيفة، تستثمر هيلاري كونها أول سيدة أميركية يتم ترشيحها لخوض السباق عن حزب كبير من أجل الوصول إلى البيت الأبيض. ومن المهم -حسب الصحيفة- أن المرشحة «الديموقراطية» أفصحت عن التزامها بتعزيز التحالفات، قائلة: إننا سنصبح أكثر قوة عندما نعمل مع حلفائنا حول العالم. وتحبذ الصحيفة وصول المرشحة «الديموقراطية» إلى البيت الأبيض، فهيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية أيدت سياسة الارتباط بآسيا، وكانت من بين أول المسؤولين الأميركيين الذين أوضحوا جزر سينكاكو، بما فيها قاعدة أوكيناوا، تحظى بالحماية الأميركية وفق البند رقم 5 من المعاهدة الأمنية الأميركية - اليابانية، ما يعني أن واشنطن مضطرة إلى الدفاع عن اليابان. وتبدي الصحيفة ارتياحها من وجود عدد غير قليل من الأميركيين المنضوين في «معسكر هيلاري» يعرفون اليابان جيداً، منهم «كيرت كامبل» المساعد السابق لوزيرة الخارجية الأميركية. وبخصوص اتفاقية «الشراكة عبر الهادي»، فإنه على الرغم من عدم صدور إشارات على لسان هيلاري بشأنها خلال المؤتمر الانتخابي للحزب «الديموقراطي»، فإن المرشحة «الديموقراطية» أكدت معارضتها للاتفاقيات التجارية غير العادلة، وهي تترك مساحة أمام عملية تصديق الكونجرس على اتفاقية الشراكة عبر الهادي، وفي الوقت نفسه، تلفت انتباه الجناح الأكثر «يسارية» في الحزب «الديموقراطي» الذي يعارض التصديق على الاتفاقية. وبالنسبة إلى اليابان من المهم التحرك بصورة سلسة لعرض الاتفاقية على البرلمان «الدايت»، ومن ثم توفير أجواء إيجابية تجعل من السهل على الولايات المتحدة التصديق على الاتفاقية. ولكي يتسنى لهيلاري الفوز، فإنها تحتاج -حسب الصحيفة- إلى تأكيد نهجها الرافض لدعاوى «ترامب» وأيضاً الحصول على تأييد الأميركيين الذين انفصلوا خلال السنوات الأخيرة عن الواقع، وما لم تنجح في ذلك سيكون من الصعب عليها توحيد الأميركيين. «تورونتو ستار» تحت عنوان «حلفاء الولايات المتحدة لديهم مبررات للخوف من ترامب»، نشرت «تورونتو ستار» الكندية مطلع الأسبوع الماضي، افتتاحية نوّهت في مستهلها إلى أن النسبة المحتملة لفوز «ترامب» بانتخابات الرئاسة الأميركية تصل -حسب خبراء في الانتخابات حاورتهم صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى 24?. توقعات كهذه تمنح الأفضلية لهيلاري، لكن لا تمنحها أغلبية مطلقة، ذلك لأن البعض يرى أن احتمالات خسارة هيلاري في السباق الرئاسي، تشبه احتمالات ضياع فرصة تسديد رمية حرة على المرمى من لاعب في مباراة لكرة السلة، وبعبارة أخرى، إن احتمالات فوز ترامب واردة لكنها مزرية. وحسب الصحيفة حاول «ترامب» خلال المؤتمر العام للحزب «الجمهوري» الانتقال من أجواء الانتخابات التمهيدية إلى أجواء الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في نوفمبر المقبل، وتوصيل رسالة إلى مؤيديه من الأميركيين البيض على أمل أن يحظى بأصوات فئات جديدة. ومن المهم أن تصغي دولة مثل كندا لتصريحات «ترامب» وتتعامل معها بجدية، فهو يهاجم مؤسسات مهمة بالنسبة إليها سواء من الناحية الاقتصادية أو العسكرية. وضمن هذا الإطار، انتقد «ترامب» اتفاقية التجارة الحرة لدول أميركا الشمالية المعروفة اختصاراً بـ «NAFTA»، وصبّ غضبه على حلف شمال الأطلسي، الذي يعد ضمانة للاستقرار الغربي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويتبنى مواقف تدعو للعزلة والحمائية في المجال التجاري.. المرشح «الجمهوري» صرّح بأنه سيقرر في جزء من الثانية انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية «NAFTA» إذا لم تتمكن واشنطن من تعديل الاتفاقيات التجارية مع كل من المكسيك وكندا. وإذا وصل ترامب إلى البيت الأبيض فإنه سيدعو إلى تغيير في بنود الاتفاقيات التجارية بحيث يضمن تحقيق مكاسب للصناعات الأميركية وأيضتً للعمال الأميركيين، وتلك خطوة إذا تحققت لن تكون جيدة بالنسبة لكندا. أما «الناتو» الذي لا يوجد حلف بديل عنه للدفاع عن الغرب، فإن كندا عضو نشط فيه منذ انطلاقه، وأي مرشح رئاسي أميركي من الحزبين ينبغي أن يدعم عملياته، علماً بأن «أوتاوا» وافقت قبل أسابيع على المشاركة ضمن قوات الحلف في جمهوريات البلطيق من أجل التصدي لعدوان روسي محتمل على هذه الجمهوريات السوفييتية السابقة. ترامب وضع بنداً مهماً في المعاهدة المؤسسة لحلف شمال الأطلسي في محل التساؤل، فالعدوان على دولة عضو في «الناتو» يعني العدوان على كل أعضائه، لكن ترامب ربط إرسال قوات أطلسية إلى جمهوريات البلطيق بضررة سداد الفاتورة الدفاعية، بمعنى دفع تكلفة المساعدات العسكرية التي تحصل عليها من جيوش الحلف. وإذا كان «ترامب» يجهل أي شيء عن «الناتو»، فإن شعاره الذي يقول فيه (أميركا أولا) لا يعني أنه يقصد عزلة الولايات المتحدة، وذلك بغض النظر عن التداعيات السلبية لهذا الشعار على حلفاء واشنطن. لكن ترامب لن يعصف -حسب الصحيفة- بالاتفاقيات المبرمة مع جيران الولايات المتحدة وحلفائها. وعلى صعيد تعزيز الديموقراطية والحريات على نطاق عالمي، لا تنسجم مواقف المرشح «الجمهوري» مع السياسة الكندية، ذلك لأن ترامب أشار إلى أنه لن يدفع باتجاه نشر القيم الديموقراطية التي تتبناها بلاده في الخارج، وهذا ما تراه الصحيفة تراجعاً عن الضغوط التي تمارسها واشنطن على الأنظمة المستبدة كي تلتزم هذه الأخيرة بالحد الأدنى من احترام حقوق الإنسان. «ذي موسكو تايمز» في مقاله المنشور في «ذي موسكو تايمز» يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان «السياسة الأميركية سقطت في الفخ الروسي»، أكد «ماكسيم ترودوليبوف» وهو زميل رئيسي بمعهد «كينان» في واشنطن، أنه كان من غير المحتمل أن تحظى روسيا بأهمية كبيرة على أجندة كبار الساسة الأميركيين وتملك قناعة يتبناها كثيرون، ولهذا الرأي ما يبرره، ذلك لأن حجم التجارة بين روسيا والولايات المتحدة في عام 2015 بلغ 21 مليار دولار، أي أقل بمقدار 30 مرة من تجارة الولايات المتحدة مع الصين وأقل ثلاث مرات من تجارة أميركا مع المملكة العربية السعودية، ويبدو أن هذه الأهمية الاقتصادية المحدودة تجعل ساسة الولايات المتحدة لا يكترثون كثيراً عند إطلاق شعارات تتضمن روسيا، لأنهم لا يعتقدون أن تداعيات اقتصادية ستحدث أو مصالح أميركية ستتضرر جراء إطلاق تصريحات تتعلق بموسكو. وعلى هذا النحو، من الحكمة تجاهل الحديث عن دور روسي في الحملات الانتخابية الراهنة في الولايات المتحدة، لكن «ترامب» تغاضى عن تشدد الحزب «الجمهوري» تجاه روسيا وقام بمدح الرئيس فلاديمير بوتين، وأيضاً ما يثار الآن حول احتمال قرصنة الروس لمؤتمر الحزب «الديموقراطي».