تحظى القوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة باهتمام بالغ من قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وذلك امتداداً لنهج حكيم راسخ وضع قواعده الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، منذ نشأة دولة الاتحاد، تمثّل في الحرص المتواصل على دعم القوات المسلَّحة، والسعي الحثيث إلى تأهليها وتطويرها وفقاً لأرقى المعايير العالمية، لتكون على أهبة الاستعداد دوماً لتأدية دورها على أكمل وجه كحصن منيع يذود عن حدود الوطن وسيادته، ويصون مكتسباته، في وجه التحديات الكثيرة التي تحدق بالمنطقة والعالم. وتملك قواتنا المسلحة، بما تتميَّز به من تحديث وتطوير مستمرَّيْن في آليات التدريب والتسليح وبرامجهما، وما أسهمت به، ولا تزال، من دور مشهود في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم، تجربةً رائدةً تزيد من فخر المواطنين وثقتهم بها، وتعزِّز من التقديرَين الإقليمي والدولي لها، ولا شاهد أبلغ على تميز هذه التجربة من الدور المشرِّف الذي تسهم به دولة الإمارات العربية المتحدة في ميادين العزِّ والواجب في مساندة الأشقاء اليمنيين لاستعادة الشرعية، وإنقاذ بلادهم من براثن الانقلابيين وحلفائهم. ولا شكَّ في أن إقبال المواطنين اللافت على الالتحاق بالخدمة الوطنية، والتفافهم حولها، هما دليل واضح تماماً على المكانة البارزة التي تحتلها قواتنا المسلحة في نفوسهم، وانعكاس صريح لمدى انتمائهم وولائهم للوطن الغالي وقيادته الرشيدة، وحرصهم على ترجمة ما تزخر به قلوبهم من قيم حب الوطن والاستعداد للتضحية بكل غالٍ ونفيس في سبيل الذَّود عنه واقعاً ملموساً يسهمون من خلاله في خدمة دولة الإمارات العربية المتحدة، وردِّ الجميل إليها في ميادين الفخر والمجد. وضمن هذا الإطار جاء استقبال مراكز التدريب التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة، مؤخراً، شباب الوطن من مجنَّدي الدفعة السادسة لبرنامج الخدمة الوطنية، حيث ضمت هذه الدفعة الطلاب من خريجي الثانوية العامة للعام الدراسي 2015-2016، وسيخضع المجندون خلال مدة الخدمة الوطنية لبرنامج تدريبي متكامل تم تطويره وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، ما يؤكد حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على الارتقاء بالمنظومة التدريبية للبرنامج، وتعزيزها بمناهج عالية المستوى لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشودة منه. إن ما تمتلئ به صفوف الخدمة الوطنية من مشاهد الوفاء للوطن والقيادة لَرسالة واضحة يرسلها أبناء الإمارات بأنهم على قلب رجل واحد، يتفانون في الدفاع عنها، وعن مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها، وعن إنجازاتها ومكتسباتها التي حققتها، وفي هذا السياق أعرب اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، عن اعتزازه وفخره بشباب الوطن الذين لبَّوا نداء الواجب، وسارعوا إلى الالتحاق بميادين الخدمة الوطنية، ميادين الشرف والعزة والبطولة، مؤكداً أن هذا الالتزام يعكس صدق الولاء والانتماء والمحبة للوطن وللقيادة، مشيراً إلى أن الدفاع عن الوطن، والمحافظة على مكتسباته في السلم والحرب، واجب على كل مواطن حرٍّ شريف، وأن الخدمة الوطنية تعمل على بناء الشباب المواطن بناءً عسكرياً وجسدياً، ما يجعلهم قادرين على حمل السلاح والدفاع عن أنفسهم وأسرهم ووطنهم بشجاعة وبسالة. ولا يقتصر دور الخدمة الوطنية على إعداد الشباب لتأدية واجبهم تجاه وطنهم على أكمل وجه فحسب، بل إنها تسهم كذلك في تحصين الشباب من الأفكار الهدامة التي تروِّجها الجماعات المتطرفة، وتعزيز وعيهم بالتحديات التي تواجهها المنطقة والعالم، وذلك عبر ما يتم تنظيمه من محاضرات توعوية دينية ووطنية وأمنية من شأنها تعزيز الحس الأمني لديهم، وهو ما أشار إليه اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان، بتأكيده أن الخدمة الوطنية تُعنى ببناء العقول من خلال محاربة الأفكار المتطرفة والهدامة، التي ساعدت الظروف السياسية والأمنية المتأزِّمة في المنطقة على انتشارها. ـ ـ ـ ــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.