قامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، منذ تأسيسها في الثالث عشر من يناير عام 1983، بدور كبير في مجال إغاثة المنكوبين جراء الكوارث المختلفة، وتقديم يد العون إلى الشرائح الاجتماعية الأَولى بالرعاية، كذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام والمسنين والأرامل، سواء أكان ذلك داخل الدولة أم خارجها، هذا إلى جانب وقوفها مع المنكوبين بالكوارث الطبيعية والمجاعات والمتضرِّرين من الأزمات والحروب حول العالم. وتقوم هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بدور مشهود في مجال دعم الأشقاء العرب انطلاقاً من الرسالة الإنسانية للهيئة، وانطلاقاً من روابط الأخوة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والدول العربية الأخرى، ولم تتأخر الهيئة يوماً عن القيام بواجبها في هذا المجال، ما جعل لها مكانة رمزية كبيرة في العالم العربي بأكمله. وخلال الشهر الحالي كان للهيئة نشاط واضح لمساعدة هؤلاء الأشقاء في كل من السودان واليمن، فقد وصل مؤخراً وفد من الهيئة إلى الخرطوم لتقديم المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من السيول والفيضانات التي ضربت بعض المناطق في السودان، والتي اجتاحت عدداً من الولايات السودانية وخلفت أضراراً كبيرة، حيث شهدت 13 ولاية سودانية من أصل 18 أزمة إنسانية حقيقية، حيث تأثر بها أكثر من 80 ألف شخص. وتنفذ الهيئة برنامجاً إغاثياً للمتأثرين بهذه السيول والفيضانات، عبر استهداف آلاف الأسر المتضررة. وقد تلقت الهيئة نداءات إنسانية من نظيرتها السودانية للمساهمة في عمليات إغاثة المتأثرين وتوفير احتياجاتهم المتمثلة بالمواد الغذائية الأساسية والمستلزمات الإيوائية والاحتياجات الإغاثية الأخرى. وكانت الهيئة قد وقعت قبل ثلاثة أعوام مذكرة تفاهم مع جمعية الهلال الأحمر السودانية للتنسيق والتعاون بين الجانبين في المجال الإنساني على الساحة السودانية. وعلى صعيد مساعدة الأشقاء في اليمن، فإن الهيئة قدمت، خلال الأسبوعين الماضيين، مواد إغاثية وإيوائية إلى السلطات المحلية في محافظة أبين اليمنية. وتضمنت المساعدات آلاف السلال الغذائية وخيم الإيواء. كما افتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مدرستين في منطقة الوهط التابعة لمديرية تبن في محافظة لحج اليمنية، وذلك ضمن تسع مدارس بدأت الهيئة ترميمها وصيانتها كمرحلة أولى. وسلمت الهيئة مكتب التربية في المحافظة 200 لوحة كتابية، وذلك في إطار دعمها المتواصل للعملية التعليمية في اليمن، وحرصها على توفير المرافق المناسبة للطلبة في سبيل تحصيل دراستهم في بيئة سليمة وآمنة. كما قدمت الهيئة دعماً كبيراً إلى مستشفى مأرب، تمثل بمعدات وأدوات جراحية خاصة بجراحة العظام وجهاز أشعة «سي. إرم» للعمليات «بلغت قيمتها نحو خمسة ملايين و630 ألف درهم إماراتي». كما أن ذلك تم في إطار الدعم المتواصل الذي انتهجته دولة الإمارات العربية المتحدة للعاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحرَّرة، وفي إطار دعم قطاع الأمن بسبع سيارات لإدارة أمن عدن في إطار دعم البنية التحتية للمؤسسات الأمنية. وقد أعرب الإخوة اليمنيون عن خالص شكرهم وتقديرهم لدولة الإمارات العربية المتحدة ولقيادتها الحكيمة على ما تقدمه من مساعدات ترفع عن كاهلهم أعباء الحياة المعيشية اليومية. وفي الواقع، فإن دور هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إنما ينبثق من طبيعة دولة الإمارات العربية المتحدة الخيِّرة ورسالتها الإنسانية تجاه الأشقاء العرب وكل دول العالم. وقد كان للدور الحيوي الذي تقوم به الهيئة، وجميع الهيئات الإماراتية العاملة في مجال نجدة الملهوفين وتقديم العون إلى المحتاجين، آثاره الإيجابية الكبيرة، فوضع اسم الإمارات بين أكثر دول العالم دعماً للجهود الإنسانية والإنمائية العالمية، وسيظل هذا الدور معلماً إنسانياً عظيماً في صورة الإمارات بين دول العالم كافة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية