يأتي الملتقى الطلابي الذي عُقد في المدينة الأسترالية «جولد كوست» بوصفه واحداً من سلسلة الملتقيات الطلابية التي تحرص دولة الإمارات وقيادتها على عقدها بشكل دوري، انطلاقاً من حرصها على التواصل الطلابي بمختلف المؤسسات الوطنية التي تشارك بفعالية والمساهمة بما يعود بالنفع على المبتعثين والدارسين الإماراتيين في مختلف الدول. في هذا المقال نسير مع القارئ لتسليط الضوء على أهمية هذه الملتقيات ودورها في تعزيز الوعي الوطني. بداية نال هذا الملتقى الطلابي شرف أن يطلق عليه اسماً غالياً على قلب كل إماراتي وكل مُحب لحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه). حيث جاء هذا الملتقى بعنوان «الملتقى الطلابي عيال زايد». والحقيقة أن إطلاق اللجنة المنظمة هذا المسمى قد جاء متزامناً مع الكلمة التي أشار فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن المغفور له كان يعتبر قدوة لنا، ولذا انتشر بين الشعب الإماراتي لقب «عيال زايد» أو «أولاد زايد». وبما أن هذا اللقب يؤكد على أننا نجد في الشيخ زايد (طيب الله ثراه) قدوة، فقد أكد سموه على أهمية الأخذ بعين الاعتبار القيمة المضافة لمن يتشرف بأن يُطلق عليه لقب «عيال زايد» وأن يكون على قدرٍ من المسؤولية وتحمل شرف هذا اللقب في دلالة واضحة على أهمية ذلك، وهو ما تجلى بقول سموه وتكراره «أرجو، أرجو». لم يأتِ هذا التأكيد إلا من إيمان سموه بأهمية هذه القيمة المضافة، وهو أمر لاشك أنه واضح وجلي لدى كل مواطن إماراتي. كلمة سموه ما كان لها أن تغيب في ذلك الملتقى، بل إنها في الواقع قد ساعدت المحاضرين في البناء عليها لإيصال رسائلهم الوطنية للطلاب المبتعثين. وحين نجد ذلك التلاحم والاندماج بين المسؤولين الذين كانوا مزيجاً من الوزراء والمسؤولين من مختلف المؤسسات مع الطلاب، سواء كان ذلك من خلال المحاضرات أو من خلال الأحاديث الودية بينهم، فإنه يتجلى مدى أهمية مثل هذه الملتقيات التي تحقق ذلك التقارب بين الطلاب المبتعثين ومسؤولي المؤسسات الوطنية ذات الشأن. التحديات التي تواجه العالم والتهديدات العابرة للقارات وكمية التدفق المعلوماتي في عالمنا الحاضر، الذي تتنوع مصادره وأجنداته قد تجعل الرسائل المراد إيصالها متضاربة فيما بينها ولكل واحدة منها أهداف مبطنة. مثل ذلك الأمر وانتشار التنظيمات الإرهابية وتنوع وسائل تجنيدها تدفع بأن تجعل من الشباب الهدف الرئيس لتحقيق مآربها. ومن هذا المنطلق فإن عقد هذه الملتقيات لأبناء دولة الإمارات يأتي ليكون معززاً ونشدد هنا على عبارة «معززاً» لهم في إدراك مدى خطورة مثل هذه الأفكار الهدامة. لماذا عبارة معززاً؟ لأن الشاب الإماراتي قد أثبت حين يحمل لقب «عيال زايد» أنه على قدر المسؤولية في تجنب الوقوع فريسة لمثل هذه التنظيمات، ولكن ونظراً لما تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي واختراق هذه التنظيمات الإرهابية والمنظمات ذات الأجندات والأهداف المبطنة لها وتحديثها المستمر لوسائلها في تجنيد الفئة الشبابية، فإنه لا مفر من ضرورة أن يكون هناك تواصل بين فينة وأخرى بين المبتعثين والمؤسسات الوطنية لتنويرهم كي لا يقعوا فريسة لهذه التنظيمات دون قصد. إن من تشرف بالوجود في ذلك الملتقى استشعر كيف أن «عيال زايد» كانوا بحق جديرين بهذا اللقب. فاللجنة المنظمة لم تأل جهداً في حسن الإعداد لذلك الملتقى منذ انطلاق فكرته في الإمارات. وجاءت سفارة دولة الإمارات في أستراليا التي نظمت ذلك الملتقى على قدر كبير من الاهتمام وحُسن التنظيم لتكون مفخرة واعتزازاً لعيال زايد في الدول الأجنبية. كما أن تجاوب مختلف المؤسسات الوطنية ذات الشأن لإنجاح هذا الملتقى ومشاركتها فيه هي دلالة على حرصها على أن يكون عيال زايد على الدوام محصنين بوعي وطني. لقد جاء حضور الطلبة المبتعثين ومشاركتهم الفعالة ليثبتوا جميعاً في رسالة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أنهم عيال زايد في: «المكان الصح، والزمان الصح، وللعمل الصح».