الأراضي العامة ذات المناطر البرية الخلابة في الولايات المتحدة ليست للبيع، إنها ملكك لكل الأميركيين، لكن هذا الإرث الأميركي الاستثنائي معرض للتهديد. فهذه الأراضي متعطشة للأموال للحفاظ عليها، وهذا أمر مؤسف، لأن أميركا كانت أول دولة في العالم تأخذ أكثر أماكنها روعة، وتحولها إلى منطقة مشاع للجميع. وقبل 100 عام، في أغسطس 1916، أنشأت الولايات المتحدة «مصلحة المحميات القومية»، بعد أن فرضت الحماية على مناطق، مثل يولوستون ويوسيميتي. وهذا الصيف قطعت مع ابنتي (18 عاماً) 220 ميلاً عبر المناطق الجبلية الوعرة في «مدق جون موير» الذي ربما يكون أجمل مدق للسير في العالم. والدخول إلى هذه المدقات مجاني بالأساس، ومن حسن الحظ أنه بداية من نهاية القرن التاسع عشر، رأى عدد من الزعماء السياسيين أصحاب البصيرة أن أعظم المناطق الطبيعية في أميركا يجب أن تكون محمية عامة لكل الناس. وصور المناظر الرائعة مضللة نوعاً ما، ولا تظهر فيه المشكلات التي يعانيها المتنزه في هذه المناطق، والسير تنزهاً على الأقدام في البرية ليس مجرد الاستمتاع بالمناظر التي تأخذ بالألباب، وإنما هناك أيضاً بعوض وصقيع وضربات شمس وآلام البثرات في الجلد والشرب، من مياه برك عفنة، والإرهاق في طريق تتوهم أنه صاعد دوماً. والكونجرس يحرم وكالاتنا الحكومية من المال المطلوب للحفاظ على الأراضي العامة. ومصلحة المحميات الوطنية تقول إن لديها 6700 ميل من المدقات تعاني حالة سيئة بسبب الافتقار إلى المال للعناية بها. ومن المؤسف أن نرى عداء الجمهوريين اليوم للرعاية الاتحادية لهذه الأراضي، رغم أن الجمهوريين مثل تيودور روزفيلت هم أصحاب الفضل الأكبر في الحفاظ على هذا الإرث الاستثنائي. وحتى في فترة الكساد الكبير استطاعت أميركا بناء مدقات، لكننا لا نستطيع اليوم الحفاظ عليها بشكل ملائم. نيكولاس كريستوف كاتب أميركي حاصل على جائزة بوليتزر ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»