سقطت الحكومة العراقية من جديد في دوامة الطائفية باستقبالها لوفد الانقلابيين «الحوثيين» وأعادت تأكيد تبعيتها المطلقة لإيران، وظهر جلياً تشكل محور التحالف الإيراني في إطار الجولة التي كان مقرراً أن يقوم بها الوفد «الحوثي» لكل من بغداد ثم بيروت انتهاءً بطهران، واستقبل وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري وفداً من الانقلابيين «الحوثيين» برئاسة يحيى بدر الدين الحوثي، وتناقلت وسائل الإعلام أخبار الزيارة، مشيرة إلى أنها قد اقتصرت على لقاءات لوفد «الحوثيين» مع اتجاه طائفي واحد شمل زعامات سياسية في حزب «الدعوة» و«المجلس الأعلى» و«التيار الصدري»، فضلاً عن قيادات بمليشيات «الحشد الشعبي»، وممثلين عن عدة مراجع دينية في بغداد، إضافة إلى مسؤولين حكوميين، فما هي الصفة الرسمية التي يحملها الانقلابيون حتى يتم استقبالهم في العراق كوفد رسمي؟ إلام تهدف الحكومة العراقية من لقاء الوفد الحوثي، وهي ما زالت تعترف بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي؟ لماذا يشق العراق الموقف الرسمي العربي وبشكل فاضح؟ وأثارت الزيارة استياء الدول الخليجية والعربية، كما طالبت الحكومة اليمنية السلطات العراقية بتوضيح الموقف الرسمي وراء استقبالها وفد مليشيا «الحوثي» الانقلابية، فالوفد الذي زار بغداد مؤخراً والتقى بعدد من المسؤولين العراقيين، وصرح معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بـ«أن استقبال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بصفته الرسمية، لوفد جماعة الحوثي رسالة سلبية جديدة إلى دول الخليج العربي، وإصرار على الاصطفاف في ملف لا يمثل أولوية لبغداد». تهدف المناورة السياسية لـ«الحوثيين» بعد فشل مشاورات الكويت يوليو الماضي في التوصل لاتفاق ينهي الصراع والانقلاب في اليمن، والإعلان عن تشكيل ما يسمى بـ«المجلس السياسي الأعلى» لعدة أهداف متداخلة، فأولاً: هدفت للحصول على دعم سياسي لـ«المجلس السياسي الأعلى»، والذي أعلن عن تشكيله مع حليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، لإدارة شؤون البلاد، وثانياً: تأكيد الولاء للمرجعيات الشيعية والحصول على حقهم في الخمس أي لأسباب اقتصادية. ثالثاً: للحصول على دعم عسكري من مقاتلي «الحشد الشعبي» وخبراء عسكريين سواء من ميليشيات «الحشد الشعبي»، أو ميليشيات «حزب الله»، أو من الحرس الثوري الإيراني خاصة مع تضاعف الخسائر العسكرية للحوثيين في الحرب، وذكرت بعض المصادر الإعلامية أن بعض الميليشيات التي التقى بها الوفد «الحوثي» أبدت استعدادها للقتال في اليمن من أبرزها كتائب الإمام علي، وميليشيا النجباء وكتائب سيد الشهداء، ودعت مقاتليها لتسجيل كل من يرغب بالذهاب إلى اليمن عبر مكاتب خاصة على أن تتكفل إيران بدفع مستحقاتهم المالية، والتي قد تصل إلى 1500 دولار شهرياً، وذلك بالتنسيق مع «الحرس الثوري» الإيراني، وقال «أبوعزرائيل» المتهم بتنفيذ عمليات قتل وتجاوزات في مناطق سنية عراقية خلال المواجهات مع داعش، وقائد ما يسمى بميليشيا «كتائب الإمام علي» بعد أن التقى وفد «الحوثيين» الزائر، وفي مقطع فيديو: «نقول للسعوديين.. قادمون إليكم من اليمن.. أين تفرون إلا طحين» في إشارة إلى صيغة تهديد دأب على إطلاقها، مما سيزيد من تصعيد حدة التوتر بين الرياض وطهران في ظل المواقف العدوانية لأذناب إيران في المنطقة تجاه السعودية. انتهت جولة الانقلابيين «الحوثيون» في محور التحالف الإيراني بشكل سريع بعودة مفاجئة من العراق إلى مسقط لمقابلة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ورغم انتهاء الجولة الطائفية، أو إرجائها تبقى تحركات «الحوثيين» مناورات سياسية ومحاولة الحصول على زخم إعلامي حتى تسفر المواقف الدولية عن خطة نهائية للحل السلمي في اليمن.