يدخل الطلاب الجدد المدارس والجامعات في وقت من الجدل المحتدم بشأن ما إذا كانت مؤسسات التعليم العالي قد أصبحت أماكن تُضيّق الخناق على التعبير بهدف حماية الطلاب من أفكار وآراء لا ينبغي أن يسمعوها. وفي صراع على حرية التعبير والحماية المفترضة لطلاب الجامعات الأميركية، أطلقت التحذيرات بشأن الأماكن الآمنة والحملات الدعائية للجامعات التي تفرط في الحماية. وبالنسبة إلى المؤسسات الخاصة لا تبدو هذه القضية معضلة كبيرة، ذلك أن الجامعات والكليات الخاصة يمكنها تقييد التعبير عن الأفكار والمعتقدات داخل حرمها، إذا اختارت فعل ذلك. لكن معظم الكليات والجامعات الخاصة لا تتخذ هذا الخيار، وهو أمر حكيم. وإنما تحمي حقوق أعضاء مجتمعاتها في التعبير عن كامل أفكارهم، حتى وإن كانت مثيرة للجدل. وذلك لأن حرية التعبير هي عنصر جوهري للحرية الأكاديمية، التي تحمي قدرة الجامعات على تحقيق مهمتها الأساسية في تعزيز المعرفة. لذا، فإن قمع الأفكار في الجامعة يضاهي إيقاف مصدر الطاقة في المصنع. ونحن كدارسين وطلاب، مسؤوليتنا هي أن نُخضع الحقائق القديمة للتدقيق وأن نطرح أفكاراً جديدة لتحسينها. وفي الجامعات، نعمل أيضاً على تطوير فهم خاص بقضايا العدالة والنزاهة، وتلك المناقشات يمكن أن تنطوي على درجة متساوية من الصعوبة. ومنذ بواكير قيام الدولة الأميركية، كان الحرم الجامعي موقعاً للنقاشات الحادة بشأن العبودية والحرب وحقوق المرأة والعدالة العرقية. وشهدت تلك المناقشات لحظات صعبة، وهو أمر ضروري. ولو لم نجرِ تلك المناقشات، فإننا بذلك سنقيد تدفق الأفكار، وفي غضون 50 عاماً لن نكون أفضل مما نحن عليه في الوقت الراهن. والحقيقة أنني لا أؤمن بوجهة النظر القائلة إن طلاب الجامعات الأميركيين يريدون حمايتهم من الأفكار التي لا تريحهم. وإنما أؤمن بعكس ذلك، فخلال السنوات القليلة الماضية، تناول طلابنا موضوعات غير مريحة مثل العنصرية والاعتداءات الجنسية والاضطهاد الديني، وهي من أصعب المشكلات التي تواجه المجتمع الأميركي في الوقت الراهن، ولا يجب أن نعزف عن مناقشتها. كريستينا باكسون: رئيسة جامعة «براون» الأميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»