اختارت لجنة المناظرات الرئاسية الأميركية أربعة إعلاميين لإدارة ثلاث مناظرات بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، وهؤلاء الإعلاميين هم «لستر هولت» من قناة «إم. بي. سي» و«مارثا راداتس» من «إيه بي سي» و«أندرسون كووبر» المذيع في «سي إن إن» و«كريس والاس» من «فوكس نيوز». وثمة اتفاق بين الأوساط الإعلامية على حسن اختيارهم، فهم جميعاً اختيارات قوية، وجميعهم أدار مناظرات من قبل. ولم يقحم أي منهم أموراً شخصية في المناظرة. وجميعهم يعرف كيفية متابعة الأسئلة الصعبة للحيلولة دون رفض المرشحين الإجابة على الأسئلة، وهي مهارة ستكون مطلوبة بقوة في المواجهة بين هيلاري وترامب. والوظيفة الأهم التي يقوم بها مدير المناظرة هي إخبار المرشح: («لكنك لم تجب على السؤال، دعني أسألك مرة أخرى»). و«راداتز» واسعة الاطلاع على السياسة الخارجية، لذا ربما يضطر المرشحان إلى التفكير مليّاً قبل الإجابة. وانتقادنا الوحيد هو أنه لم تتم دعوة «جون ديكرسون» مذيع قناة «سي بي أس»، الذي أدار مناظرات قوية ومتميزة أثناء المنافسات التمهيدية. وفيما يلي بعض الأسئلة التي أود طرحها على هيلاري: - بعد مغادرة السلطة كوزيرة للخارجية، دأب أوباما وخليفك «جون كيري» على تكرار أنهم سيمنعون أي مسارات ُتمكن إيران من الحصول على سلاح نووي. لكن أضحى الآن من المعلوم للجميع أن أمام إيران أقل من عشرة أعوام لتجاوز العتبة النووية، ولا توجد في الحقيقة عمليات تفتيش في أي وقت أو أي مكان. ومنذ بدء تطبيق الصفقة والإفراج عن 1.7 مليار دولار لمصلحة إيران، حصلت على نظام دفاعي روسي مضاد للصواريخ، وحاولت الحصول على مواد غير مصرح بها، حسبما أكدت أجهزة المخابرات الألمانية، وأجرت اختبارات صاروخية بطريقة غير قانونية، وشددت الإجراءات الأمنية في الداخل على حقوق الإنسان، وأرسلت قوات إلى سوريا، وما زالت أكبر دولة راعية للإرهاب. فهل كان هذا الاتفاق الذي ستتفاوضين عليه؟ وهل العيب في الاتفاق أم في التطبيق؟ - فقدنا أربعة أميركيين في ليبيا، وأصبحت الآن ملاذاً آمناً للإرهابيين، فهل فشلتِ في تقييم الأمر والتخطيط لنمو التهديد من المتطرفين بعد الحرب الأهلية الليبية؟ وهل كانت هناك تدابير أفضل؟ - لقد حذرت من أنه كان من الخطأ إخضاع موازنة الدفاع إلى تخفيضات التقشف التي يتم اتخاذها على مستوى الإدارة، ويرى عدد من وزراء الدفاع السابقين أن ذلك قوض جهوزية الجيش وأمننا الوطني، فهل ستزيدين الميزانية الدفاعية؟ - كان العراق مستقراً وآمناً بصورة نسبية عندما تقلدتِ مهام وزارة الخارجية. والآن يحتل تنظيم «داعش» الإرهابي مساحة كبيرة منه، وتنامى نفوذ إيران في العراق من خلال ميلشيات موالية لها، ولا يزال الشلل الحكومي مستمراً. ونواجه في الوقت الراهن عدواً منتشراً يستطيع ضرب أراضينا ويلهم آخرين بتنفيذ هجمات إرهابية في أرجاء العالم. فماذا لو أننا تركنا 15 ألف جندي يعاونهم مستشارون مدنيون، لمواصلة الضغط على نوري المالكي، رئيس الوزراء آنذاك، هل كان العراق سيتماسك، رافضاً إتاحة ملاذ آمن لمقاتلي «داعش»؟ وإذا كان الأمر كذلك، فخطأ من أننا لم نفعل هذه الأمور؟ - اطلع محللو ضرائب مستقلون على خططك المقترحة بشأن الضرائب والإنفاق، واستنتجوا أنها لا تزيد الديون الأميركية كثيراً، لكننا الآن مدينون بالفعل بزهاء 19.5 تريليون دولار، فماذا عساك فاعلة حيال ذلك؟ جنيفر روبن* *كاتبة أميركية من تيار «المحافظين» يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»